ضريبةٌ على التظاهر كمنت خلف أحزاب ٍ وشخصيات ٍ قررت أنها أيضاً مطحونة فأختلط الحراك الصافي بربح ٍوبقيمة مضافة للسلطة لكن المتداخلينَ لم يحجِبوا صوت الناس ولا أوجاعَهم فوجدوا في ساحات الحراك متنفساً لصرخة ٍ رفضت دولتُهم سماعَها. التاسعَ عشر من آذار هو يوم لا ثامن ولا رابع عشر أسس لتظاهر يحمل شكواهُ بيده ويرفض ذل َ العيش الذي تقهره ضرائبُ غيرُ طائشة .
وعلى مدى نصف نهارِ أحد ٍ ساطع كانت جموعُ المواطنين تتوافد الى وسط البلد لرجم زعماء ِ البلد ومحاسبتِهم على قيمتهم التي لم تعد مضافة
لكن وبخطوة غير مسبوقة لرؤوساء الحكومات قرر الرئيس سعد الحريري النزول الى المتظاهرين ومخاطبتَهُم عبر مكبر الصوت قائلا إن المشوار سيكون طويلا وسنتابع مكافحة الهدر وسنكون الى جانبكم في محاربة الفساد
والرد الاولي جاءه عبر زجاجات المياه التي لم تغيّر من مجرى الخطوة لكنها دفعت الحريري الى العودة سيراً على الاقدام والتوجه الى المتظاهرين عبر مكبرات التويتر فدعاهم الى تأليف لجنةٍ ترفع مطالبهم لمناقشتها بروح أيجابية .
خطوة ٌ وان تعرضت الى إستهزاء على مواقع التواصل غير انها شكلّت أول عرض تقدمه السلطة للحوار وهي تعني في مضمونها ان الحكومة أعترفت بجورها على الناس وبضرائبَ عشوائية أستهدفت عمقَهم الفقير
غير ان قوى الحراك قررت في بيان مكتوب وضع ثوابِتها على الورق قبل اي نقاش على قاعدة : أرفعوا ضرائبكم لنتكلم .
فإذا كانت قوى الحراك قد حصرت تظاهرة َ اليوم بالبند المعيشي وقررت الغاء الضرائب فربما يكون الحريري قد فتح لها باباً لذلك وما عليها سوى أن تشكل لجنة وتحاور وربما تنتزعُ مطالبها من قلب السرايات وليس على ضفافها .
وفيما كانت جموع الناس تتوافد الى رياض الصلح كان وليد جنبلاط ينتزع الحشود من الساحل الى الجبل ويقيم لتيمور حفل َ إستقبال ِ زعامة مكللا بالكوفية الفلسطينية وقضيتها التي حملها كمال جنبلاط كأمانة .
كان حفل َ توريث ٍ مهيب وبإمكانه أن يتحول ايضاً الى تثبيت زعامة آل جنبلاط على طول الجبل وبضربة ذكرى معلم وضع وليد جنبلاط نجله على طريق الزعامة رسمياً مقتنصاً فرصة مناسبة اربعين عاماً على أغتيال شهيد الوطن الذي أنحنى له جبلُ الباروك يوماً
أبا المساكين الذي ما عودنا سفرا يشهد اليوم ان على كوفية القضية تُلْبس كهدية على كتفي الحفيد