نور على الدرب: الفرق بين الأنبياء والصالحين - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

2021-02-25 1

نور على الدرب: الفرق بين الأنبياء والصالحين - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال:
أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من المملكة الأردنية الهاشمية - عمان وباعثها أخونا علي يونس عبد الله صالح من دائرة التربية والتعليم، أخونا رسالته مطولة بعض الشيء يبدؤها فيقول: نعرف جميعًا أن الأرض قد حرمها الله على أجساد الأنبياء والشهداء، فهل حرمت أيضًا على الصالحين؟ ومن هم الصالحون في التقييم الإسلامي وعند الله ؟ وهل يعتبر سيف الله المسلول خالد بن الوليد من الصالحين؟ وهل حرمت الأرض على جسمه رغم أنه لم يمت شهيدًا، ولكن قيمته بأكثر من قيمة الشهيد.
وأيضًا ذكر الله  في كتابه العزيز بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [البقرة:130] وفي موضع آخر من القرآن الكريم قال الله تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۝ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ۝ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ۝ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:120-123] صدق الله العظيم.
هنا ذكر الله  في هاتين الآيتين أن إبراهيم عليه السلام كان من الصالحين فهل كان سيدنا إبراهيم عليه السلام نبيًا كما نعلم جميعًا أم صالحًا كما ذكر الله  في كتابه العزيز؟ أرجو التوضيح تجاه هذه القضايا؟ جزاكم الله عنا خيرًا وعن المسلمين، والسلام عليكم.

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فقد صح الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء أما الشهداء والصالحون فلم يرد فيما نعلم ما يدل على تحريم أجسادهم على الأرض، وإنما ذاك في الأنبياء خاصة كما جاء به الحديث، ولا ريب أن أصحاب النبي ﷺ كلهم من الصالحين، وهكذا خالد بن الوليد هو من أصلح الصالحين  وأرضاه.
وهكذا جميع الأنبياء والمرسلين كلهم من الصالحين وإن كانوا أنبياء فوصف الصلاح يعم الجميع، إذا أطلق الصالحون فهو يعم الأنبياء والمرسلين وجميع عباد الله المؤمنين، الذين استقاموا على دينه وأدوا حقه وحق عباده يقال لهم: صالحون كلهم، وهكذا قال الله جل وعلا في شأن إبراهيم أدخله في الصالحين لكونه ممن قام بحق الله وحق عباده.
ولهذا قال جل وعلا: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [البقرة:130] فهو مصطفى مختار وهو خليل الرحمن وهو أفضل الأنبياء وأكملهم بعد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ونبينا هو سيد ولد آدم وهو خليل الله الثاني، فـإبراهيم ومحمد هما الخليلان وإبراهيم هو جده ومحمد حفيد إبراهيم وهو أفضل...

https://binbaz.org.sa/fatwas/17354/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D9%86

Videos similaires