تخيل نفسك في مكان خلاب وسط الطبيعة، تمسك بمظلتك تحت زخات المطر وتمد يدك بقليل من الحبوب حتى تجتمع عليها الطيور ذات الألوان المدهشة لتتناول طعامها، إنه مشهد ساحر نراه أحياناً على شاشات التلفاز في بعض الميادين الأوروبية، لكن هل تعلم أنه بإمكانك خوض مثل هذه التجربة في "محمية الأوسية" في المملكة العربية السعودية؟
في المدينة المنورة، وبالقرب من مسجد قباء، أول مسجد بُني في الإسلام، والمسجد النبوي، تتواجد "محمية الأوسية" للطيور، التي توفر لزوارها تجربة لا مثيل لها تأخذهم إلى عالم آخر يجدد فيهم روح السلام.
فكرة إنشاء محمية الأوسية
شاب سعودي طموح يُدعى حمزة الحجيلي، كان يعمل مصوراً في إحدى محميات الطيور في مدينة القصيم شمال السعودية، ولاحظ شدة استمتاع الضيوف بالتجربة، وعندما ذهب إلى مدينة رسول الله، ووجد زائري المسجد النبوي ومسجد قباء ينثرون الحبوب لإطعام الحمام في مكان قريب، حينها راوده تساؤل: لما لا أصلح هذا المكان وأحوله إلى محمية للطيور؟
وبالفعل تمكن الشاب من تحويل المكان إلى محمية رائعة للطيور، يجد زائرها نفسه في عالم بديع بين النخيل والأشجار وصوت الطيور ورائحة الطبيعة.
وفتحت محمية الأوسية أبوابها أمام الزوار مطلع العام الجاري 2021، لتمثل فكرة سياحية ترفيهية بطابع مختلف لم ترها المدينة المنورة من قبل.
محمية للطيور تحمل طابع المدينة المنورة
وتضم محمية الأوسية أكثر من 300 طير يمثلون 20 نوعاً مختلفاً، وتقدم لزوارها فرصة للاستمتاع بالطبيعة وإطعام الطيور، إضافة إلى تجربة التمطير الصناعي، حيث تتناثر عليهم قطرات المطر في إجواء لا مثيل لها.
وأكثر ما يميز المحمية، احتفاظها بطابع المدينة المنورة الأصيل، فترى فيها الحجر المديني والأقواس وسعف النخيل، ممثلة متحفاً مصغراً لما كانت عليه المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليها وسلم.
وتستهدف محمية الأوسية -التي يرجع اسمها إلى قبيلة بني واقف من الأوس- زوار المسجد النبوي ومسجد قباء وأهالي المدينة المنورة بشكل أساسي، وتسعى للتوزع وجذب الزائرين من كل انحاء المملكة وخارجها.