نور على الدرب: صفة صلاة الليل - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
السؤال: الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول: أحمد جاسم من قرية مرجانة من العراق، أخونا يطلب من سماحة الشيخ الحديث عن صلاة الليل وعن صفة الصلاة، ولاسيما أنه قد قرأ كثيرًا من الأوصاف عن هذه الصلاة؟
الجواب: صلاة الليل قربة عظيمة، يقول النبي ﷺ: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة صلاة الليل فصلاة الليل لها شأن عظيم، قال الله جل وعلا في وصف عباده المؤمنين عباد الرحمن : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64] وقال سبحانه في وصف المتقين: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18] وقال الله لنبيه ﷺ: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا [المزمل:1-3] الآية، قال : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:16-17].
فصلاة الليل لها شأن عظيم، والأفضل فيها أن تكون مثنى مثنى، يقول النبي ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة توتر لها ما قد صلى ، فيصلي ما تيسر له ثنتين ثنتين ثم يوتر بواحدة، وأفضلها في آخر الليل - الثلث الأخير- وإن صلى في أول الليل قبل أن ينام لئلا يغلب عليه النوم في آخر الليل واحتاط في ذلك فلا بأس، هو أعلم بنفسه، إن قدر في آخر الليل فهو أفضل، وإن لم يتيسر له ذلك أوتر في أول الليل.
وأقله واحدة، أقل الإيتار في الليل واحدة بعد صلاة العشاء وبعد سنتها الراتبة ركعة واحدة، فإن أوتر بثلاث، فالأفضل يسلم من الثنتين ثم يوتر بواحدة، وهكذا إذا أوتر بخمس يسلم من أربع من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، وهكذا.
وكان النبي ﷺ في الغالب يوتر بإحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وسلم من كل ثنتين وأوتر بواحدة عليه الصلاة والسلام، والأمر في هذا واسع والحمد لله، وليس فيه حد محدود، فلو أوتر بعشرين أو بثلاثين أو بأربعين يسلم من كل ثنتين ثم أوتر بواحدة، فكل هذا لا بأس به، ولكن يراعى في هذا الطمأنينة وعدم العجلة والنقر، يطمئن في صلاته ويخشع فيها ولا يعجل، فخمس ركعات أو سبع ركعات مع الطمأنينة والعناية أفضل من تسع أو إحدى عشرة مع العجلة. نعم.
السؤال: كيف يعتاد المرء عليها، لو تكرمتم سماحة الشيخ؟
الجواب: السنة أن يداوم عليها دائمًا سواء كان في أول الليل أو في وسط الليل أو في آخر الليل، والأفضل آخر الليل إذا تيسر، يقول ﷺ: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل رواه مسلم في الصحيح، هذا هو الأفضل إذا تيسر، ويقول ﷺ في الحديث الصحيح: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر متفق على صحته، هذا الحديث العظيم يدل...
https://binbaz.org.sa/fatwas/7068/%D8%B5%D9%81%D8%A9-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84