نور على الدرب: عقيدة السلف في صفات الله والبعث والجزاء - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)
السؤال:
هذا سائل يقول في هذا السؤال: سماحة الشيخ! بينوا لنا كيف كانت عقيدة أصحاب رسول الله ﷺ في صفات الله وفي توحيد الله وفي القرآن وفي البعث والجزاء جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذا سؤال عظيم جدير بالعناية، عقيدة أصحاب النبي ﷺ في أسماء الله وصفاته وفي البعث والنشور وفي غير ذلك هي ما دل عليه القرآن العظيم والسنة المطهرة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهم تلقوا عن نبيهم العقيدة التي دل عليها القرآن العظيم وهي: الإيمان بالله وأنه ربهم ومعبودهم الحق الذي لا تجوز العبادة إلا له ، فهو الذي يصلى له ويدعى ويستغاث به وينذر له ويصلى له ويسجد ويذبح له.. إلى غير ذلك، العبادة حقه .
فعقيدتهم أن العبادة حق الله وحده، وأنه لا يصرف منها شيء لغير الله لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، وقد كانوا في الجاهلية يعبدون الأصنام ويدعونها ويستغيثون بها والأشجار والأحجار فلما بعث الله نبيه محمد ﷺ وهداهم الله للإسلام عرفوا أن ما هم عليه هو الباطل وأنه الشرك الأكبر، وأن العبادات كلها يجب أن تكون لله وحده.
وعقيدتهم في أسماء الله وصفاته الإيمان بها وإمرارها كما جاءت، وعدم التكييف والتمثيل، فهم يؤمنون بأن الله هو السميع البصير الحكيم العليم الرحمن الرحيم، وأنه على العرش استوى فوق جميع الخلق، وأنه العلي العظيم ، وأنه الحي القيوم، وأنه مصرف لعباده كيف يشاء، مدبر الأمور، وخالق الخلق، ورازق العباد، لا شبيه له، ولا مثل له، ولا كفء له، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:1-4]، ويقول سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].
فهذه عقيدة أصحاب النبي ﷺ في أسماء الله وصفاته، يؤمنون بأنه سبحانه فوق العرش فوق جميع الخلق، وأنه العلي العظيم، وأن الأعمال ترفع إليه -الأعمال الصالحة- كما قال جل وعلا: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10]، وقال جل وعلا: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ [المعارج:4]، والعروج: الصعود من أسفل إلى أعلى، وقال جل وعلا: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر:12]، قال: وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]، وقال في حق عيسى: إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [آل عمران:55]، وقال: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ [النساء:158].
فهو فوق العرش فوق جميع الخلق، فهو العلي الأعلى، هو فوق العرش كما قال تعالى: رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ[غافر:15]، فهو فوق العرش، فوق جميع الخلق، قد استوى عليه، والاستواء: هو العلو والارتفاع فوق العرش، استواءً يليق بجلال الله، لا يشابه خلقه في استوائهم ولا في كلامهم ولا في غير ذلك، فهو العلي الأعلى فوق العرش بلا كيف، أهل السنة والجماعة وهم أصحاب النبي ﷺ وأتباعهم لا...
https://binbaz.org.sa/fatwas/11909/%D8%B9%D9%82%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8%AB-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A1