تميم البرغوثي : مشاهد من فتنة كبرى 2
للمنزلِ المقصوفِ سفحٌ كالجبلْ
وسَيْلُ أعمارٍ عن السَفحِ نَزَلْ
لشارعٍ يشرَبُهُ على مَهَلْ
فيُنبِتُ الشارعُ أسرابَ الحَجَلْ
كأنها غيمٌ عَلا ثمَّ استَهَلْ
فكانَ ماءُ الغيمِ من ماءِ المُقَلْ
شعبٌ من الأرواحِ في الهواءِ حَلّْ
أعمارُنا في الجوٍّ ريحٌ وبَلَلْ
تُثَقِّلُ السماءَ كالثوبِ الخَضِلْ
فهيَ كسقفٍ هابطٍ مما يُقِلّْ
كأنها بطونُ خيلٍ أو إبِلْ
فيها ابتِهالٌ لقتيلٍ ما ابتَهَلْ
فاجَأَهُ قبلَ ابتِهالِهِ الأجلْ
ظلَّ دعاؤُهُ دَعاءً مُحتَمَلْ
لكِنَّهُ وَسْطَ السماءِ لَمْ يَزَلْ
غَيمَاً له خريطةُ البلادِ ظِلْ
تُنْذِرُ بالويلِ الشعوبَ والدُوَلْ
كَمْ راحِلٍ عن بيتِهِ وما رَحَلْ
بَلْ رَحَلَتْ جُدرانُهُ عنهُ وظَلّْ
صارَتْ دُخاناً في السماواتِ انفَتَلْ
في الصَّخرِ خِفَّةٌ وفي الريحِ ثِقَلْ
مالي أرى الأقوامً أعْيَتهَا الحِيَلْ !
احذَرْ حَليفَ السوءِ في الأمرِ الجَلَلْ
يُغريكَ بالنَصرِ ويُهديكَ الفَشَلْ
نَصَحتُكُم حتّى أصابني الكَلَلْ
بلْ عِلَّتي طولُ مُداواةِ العِلَلْ