تميم البرغوثي : ماڤي مرمرة
في عام ألفين وعشرة تحركت عدة سفن لمتطوعين أتراك وأجانب وعرب لفك الحصار الإسرائيلي عن غزة، هاجمت إسرائيل سفنهم في المياه الدولية وأنزلت جنودها عليهم بالمروحيات ثم قتلت منهم تسعة أنفس وأعتقلت الباقين ثم رحلتهم
يبيع أخ أخاه فيفتديه ذوو رحم من الأمم القصية
كإسماعيل والغرباء تهوي إليه ليبدلوا بظماه ريه
وهم صاروا العشيرة والموالي وهم صاروا الذخيرة والبقية
قضى الرحمن بالغمرات تترى ليعرف كل إنسان وليه
وليك من يفيء بلا نداء إليك ومن يفيك بلا ألية
حديث المرسلين إلى الأسارى من الرحمن فجراً كالهدية
على عبارة في البحر تسري وتعصي رشد عاذلها وغيه
ويُقتل أهلها ظلما فتتلى حكايتهم على الدنيا وصية
تحيل على أساطير القدامى ولكن واقعيتها القضية
وما كانت خيالاً بل حديداً وأعلاماً ملونة ندية
وما كانوا ملائكة ولكن أناساً حسب أنفسهم سوية
وما ولد النبي كذا نبيا لكل الناس ساعته النبية
ألم تر للجنود وقد تدلوا تباعاً من حبال المروحية
على متن السفينة فالتقاهم شيوخ لا يخافون المنية
بأيد عاريات ليس فيها سوى تقوى الإله ولا تقية
وإن هجم الشجاع على جبان فما تجدي العلوم العسكرية
وكم عاشت نفوس وهي موتى وكم ماتت نفوس وهي حية
فلم يجد الجنود سوى صبي ليرتهنوا به أهل الحمية
وقالوا استأسروا حالاً وإلا فلن يحيى الصبي إلى العشية
فرفقاً أيها البحر المناوي ورفقاً أيها الريح العتية
لقد وصل الرسول لمبتغاه وأفصحت الدماء الأعجمية
ويا أهلي إذا ما رحلوكم ملكتم هذه الأرض الزكية
فمنفاكم غداً صك امتلاك لأرض لم تكن تعطي الدنية
تكون لكل مسبي بلاداً لأن الدار شرواكم سبية
ونحن وأنتم سنعود يوماً لترحيل الوفود الأجنبية