تميم البرغوثي : موال رباعي فصيح

2020-06-09 29

تميم البرغوثي : موال رباعي فصيح

من رده لومه عن حبه وثنى
فلوم من لامني مدح لكم وثنا
لم أهو غيرك مهما كنت ظالمة
من يهو غيرك عندي عابد وثنا

الموال الرباعي، شكل من أشكال الغناء الشعبي العامي في بر الشام والعراق الفراتي ومصر، وهو يقوم على الجناس التام، أي أن تكون القوافي كلمات لفظها واحد ولكن معانيها مختلفة تماماً. وكما يظهر من اسمه
يتكون من أربعة أسطر، للأول والثاني والرابع منها قافية واحدة، والسطر الثالث بلا قافية. وقد جرت العادة أن يقتبس شعراء العامية أوزان الشعر وقوافيه وأشكاله عموماً من الشعر الفصيح، والذي يجري هنا من نقل شكل من أشكال الغناء الريفي الشعبي من العامية إلى الفصحى. ويقال إن أصول فن الموال قديمة، وربما بدأ ببعض النصوص الفصيحة في بغداد في بكاء البرامكة أيام الرشيد، ولكن بدون حلية الجناس التام. أما شكله الحالي فعامي محض، وإعادته للفصحى في شكله هذا تكاد تكون غير مسبوقة.
موال رباعي: شروح
اصنع من اليأس او من بعضه أملك (من الأمل)
واسأل مليكا جفاه إلفه، أملك (هل ملك؟ أي هل له سلطان حقاً؟)
مهما التقينا اقبلها مفاجأة
وإن تسلني: أشيطان أجب: أملك؟ (ملك: ملاك، أي إن سألتني هل أنت شيطان، سألتها هل أنت ملاك؟)
أهل الهوى في الهوى كم ضيعوا فلقوا (الفاء عطف، ولقوا بمعنى وجدوا)
ورمموا من حصاة القلب ما فلقوا (فلقوا الحصاة أي شقوها نصفين)
ماء الرضا تحت رمل اللوم منبعه
فهجرهن الليالي والرضا فلقُ (الفلق الصبح)
إن الغياث أبو الوديان والفلق (جمع الفلقة في الجبل وهي الوادي)
والدهر لص حرٍ بالقد والفلق (جمع الفلقة، وهي قطعة خشب يربط فيها الأسير بالقد وهو الحبل الغليظ)
والحب طفل بواد غير ذي مطر
عوذه بالناس والإخلاص والفلق (سور القرآن القصار: سورة الناس وسورة الإخلاص وسورة الفلق)
الليل ليلان فيه أنت أو داجِ (داج: حالك السواد، أي الليل نوعان، منير أنت فيه، ومظلم أنت غائبة عنه)
فصارحي بهواك الناس أو داجي (من المداجاة وهي المداراة والمراوغة)
ما حدت عنك الى شمس ولا قمر
ولو عداي علوا بالسيف أوداجي (من أوداج الرقبة وهي عروقها)
من رده لومه عن حبه وثنى (ثناه عن الشيء يَثنيه، غير رأيه فيه وردَّه عن إتيانه)
فلوم من لامني مدح لكم وثنا (من الثناء أي المديح)
لم أهو غيرك مهما كنت ظالمة
من يهو غيرك عندي عابد وثنا (الوثن الصنم)
من حبكم لم أطق منفى ولا دارا (الدار البيت)
ولم يبح بالهوى دمعي ولا دارى (من المداراة وهي الإخفاء)
لما تبسمت نحو النجم أربكه
هذا الجمال فلم يثبت ولا دارا (من الدوران)
يا دهر مهلا أسير ذاك أم حضر (الحَضَر نوع من الركض)
عدنا خياما فلا بدو ولا حضر (الحضر سكان المدن)
عشق العراقَين والشامات أتعبنا
والشوق يشتد غاب القوم أو حضروا (من الحضور)

Free Traffic Exchange