تتعاملُ منظمةُ الصحة العالمية مع إدلب والمناطقِ المحررة وكأن قاطنيها محصنون من فيروس كورونا ولا يحتاجون أيَ مساعدةٍ طبية، ووحدُهم القابعون بمناطقِ سيطرةِ النظام هم مهددون من الفيروس، ولذلك تغدقُ المنظمةُ عطاياها على حكومةِ نظامِ أسد ومساعداتِها الطبية
فقط لأنهم لم يرضوا أنْ يكونَ نظامُ أسد حاكمَهم تعاقبُ منظمةُ الصحةِ العالمية المناطقَ المحررة وتمنعُ وصولَ أيِ مساعداتٍ صحية لها، وبحجةِ أنَ مناطقَهم لا تتبعُ لنظامِ أسد فإنها ترى نفسَها غيرَ ملزمةٍ بإيصالِ أيِ مساعداتٍ لهم، في حين أنَ مناطقَ سيطرةِ ميليشيا قسد طالتْها مساعداتُ المنظمةِ الدولية، ولكن يبدو أنَ سياسةَ الكيلِ بمكيالين هي السياسةُ المتبعة لدى منظمةِ الصحةِ العالمية
وحيدةً تبدو إدلب وريفُها في مواجهةِ فيروس كورونا.. بلا أي ِأجهزةٍ متطورة ولا مسلتزماتٍ صحية تقيها شرَ هذا الوباء، يعيشُ أهلُها حرباً مع عدوينِ لا يملكون دفعَهم، من جهةٍ نظامُ أسد وحلفائِه الذين يمطرونهم بصواريخِهم وقذائفِهم، ومن جهةٍ أخرى كورونا الذي يبدو أنه يطرقُ أبوابَهم دون أن يستطيعوا له دفعاً
ألا تُعتبرُ جائحةُ كورونا سبباً لكي تتجاوزَ منظمةُ الصحةِ العالمية ما تدعيهِ بعدمِ وجودِ سلطةٍ وحكومةٍ في المناطقِ المحررة؟ هل يفرّقُ الفيروس عندما يصيبُ أحدَهم كونُه تحتَ حكومةِ نظامِ أسد أم لا؟ ألم تحذرِ المنظماتُ الدولية من انتشارِ كورونا في المناطقِ المحررة وسْطَ غيابِ الرعايةِ الصحية؟ ولماذا هذا التعنتُ بعدمِ تقديم ِأيِ مساعدةٍ إلى إدلب وريفِها, ألم تقدمْ منظمةُ الصحةِ العالمية المساعداتِ لمناطقِ ميليشيا قسد؟ هل هناك ضغوطٌ من روسيا والصين كي لا تقدمَ منظمةُ الصحةِ العالمية أيَ مساعداتٍ للمناطقِ المحررة؟ ألا تبدو أنَ منظمةَ الصحةِ العالمية أصبحت مسيسةً وتنفذُ أجندةَ بعضِ الدول وهو ما دفعَ الرئيسَ الأمريكي لوقفِ المساعداتِ الأمريكية للمنظمةِ الدولية؟
الضيوف:
د.أنس السيد عيسى - مدير التنسيق لمؤسسة أورينت الإنسانية - الريحانية
د. وجيه جمعة – رئيس المجلس التركماني السوري و وزير الصحة في الحكومة المؤقته سابقا – غازي عنتاب
تقديم: أحلام طبرة