بعد تيريزا ماي .. هل تودي لعنة "البريكسيت" بجونسون ؟

2019-09-10 1,060

يرفضُ بوريس جونسون التفاوضَ مع أوروبا.. يُخَيّلَ إليه أنَّ دخولَ 10 داوننغ ستريت يَجعله تشرشل .. يَرفعُ رِجلَه ليس أمامَ ماكرون فحسب، بل أمامَ دولِ الاتحادِ الأوروبي .. يَمضي بتدمير هالةِ الوقار ِالتي لطالما عُرفت عن السياسيينَ البريطانيين .. و الخوف الذي يَغمرُ العالم، هو هذا المَدُّ الشَّعبَوي القائمُ على إِزدراء ِالآخر، ومُستوياتِ الثَّرثرة الفكرية، حيث لم يَعد مطلوباً من الزعيم ِالسياسي أن يَصْدُق، أو أن يَحفظ وعُودَه، أو ان يَحترمَ مَواقفه. إنه الآن يقول "شو ما كان"، كيفما كان، وفي كل ِمكان وأوان. ثم يقول العكس ..
يَضع جونسون بِلادَه على سِكّة المَجهولِ-المَعلوم حين عَلّقَ عملَ البرلمان ِاعتباراً من اليوم حتى منتصفِ تشرين الأوّل المُقبل .. ومع حصول ِالبرلمانِ على وقتٍ أقلَّ لمناقشةِ آلية ِخروج ِبريطانيا من الاتّحادِ الأوروبي في الحادي و الثلاثين من تشرين الأول، بَدت احتمالاتُ "بريكست" من دون اتّفاق ٍمع الأوروبيين أكثرَ ترجيحاً.. "إلا أن الملكة إليزابيث" لازالت تتحكمُ فى مقاليدِ الأمور.. وصحيحٌ أنها قاربت الثالثة َو التسعين إلا أنها تَعِي ما يَجري حَولَها .. تُصادقُ الملكة ُعلى قانون ٍأَقرَّه البرلمانُ الاسبوعَ الماضي يَمنع ُخروج َبريطانيا دونَ اتفاق .. إذا .. لاخروجَ دونَ اتفاق .. هكذا ردتِ الملكة.. ولا انتخاباتٍ مبكرة .. هكذا ردَّ البرلمان .. كل ذلك يُثبتُ أنَّ الحاكمَ الحقيقي في البلد هو البرلمان. وهذا ما يجبُ أن تكونَ عليه الديمقراطية. فهل يتعلمُ الفتى الأشقر الدرس ؟ لا أحدَ يعتقدُ ذلك في لندن.

Free Traffic Exchange