في قلب مدينة الرباط، شرعت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية مع بداية الموسم الدراسي الحالي في استقبال طلاب المعرفة والبحث العلمي..
أول انطباع تتركه هذه المكتبة هي شساعة مساحة بنايتها ذات تصميم هندسي متطور، تبين الوعي بتجديد البنيات وتحسين الوظائف والتفكير في تقديم مجال يحفظ الذاكرة المغربية ويساهم في تنشيط وتعميق السؤال حول الذات والآخر...
توفر المكتبة لزوارها خدمات متنوعة تواكب ما وصل إليه عالم التواصل حاليا، وتتوزع إلى فضاءات مزودة بأحدث التقنيات تتيح كل حاجيات المطالعة والبحث وماتتطلبه من أجواء الراحة...
ونجد من ضمن الفضاءات المحدثة: فضاء السمعي البصري المتعدد الوسائط، وفضاء المكفوفين وضعاف البصر، وفضاء الدوريات والجرائد وفضاء المعارض والمؤتمرات، وفضاء الباحثين والأساتذة إضافة إلى مختبرات جديدة ومنها مختبر التوقيت الرقمي
يتوفر المغرب على رصيد وثائقي مهم من التراث المخطوط يعكس مساحة الإهتمام بالمقروء لدى المغاربة عبر تاريخهم ويتميز هذا التراث بغناه وتنوعه سواء على مستوى المعرفي أو على المستوى الجمالي وتحتوي المكتبة الوطنية لوحدها 32 ألف مخطوط إضافة الى 380 ألف كتاب 120 ألف مجلة إضافة إلى عدد كبير من الخرائط .
وتعد عملية ترميم المخطوطات التي طالها التلف أهم عمل باشره القيميين على هذه المكتبة، إذ تم اعتماد آليات عمل متطورة ساهمت في بعث الحياة في هذا الصنف من أرشيف المغرب وذلك بإصلاحه وتنقيحه وتصويره ومن تم جعله رهن إشارة الباحثين.
إن المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وبحكم المهام والتي تطلع بها فهي تتوخى من جهة حفظ التراث المغربي المكتوب والسمعي والبصري والإلكتروني والتعريف به بكل الوسائل التقنية الحديثة، ومن أخرى أن تصير جسرا بالنسبة لقطاع الكتاب والمكتبات والتوثيق والإعلام العلمي والنهضة الفكرية والثقافية بشكل عام.