سيارةٌ تلوَ الاخرى، عائلة تلوَ الاخرى، هؤلاءُ همُ اكرادُ كركوك يخرجون من المدينةِ الغنيةِ بالنفط بعد تمكِّن القواتِ العراقيةِ والحشدِ الشعبيِ من اخذِها بالقوة من البشمركة.
صغارٌ وكبارٌ بحوزتِهم فقط ما تمكنوا من جلبه على عجلٍ من منازلهم. معظمُهم يشعر بالصدمة من السرعة التي خسرت فيها قواتُ البشمركة المدينة.
باشدار عبدالله مدني نازح من كركوك: نحن شعب كركوك، هل يعقل في كل مرة أن نُترك لمصير مختلف ؟ لماذا لا تكون لنا مدينة يمكننا أن نستقر فيها؟ هل يعتبر طلب الأكراد الحق في تقرير مصيرهم جريمة؟ لماذا لا يقف المجتمع الدولي معنا لنأخذ حقوقنا كأكراد.
ساعاتٌ تمر.. وموجاتُ النزوحِ لا تنتهي. يشعر الاكرادُ هنا ان العالمَ تخلى عنهم. لا يسعهم فعلُ شيء في هذه الساعاتِ الصعبةِ سوى الصلاةِ، حالةٌ من الذهولِ والصدمةِ على وجوهِهم.
محمد علي مدني نازح من كركوك: هذه الحرب أكبر بكثير من قدرة البشمركة. هذه حرب دولية، هي حرب بين دول مثل إيران والعراق ضد منطقة حكم ذاتي صغيرة. قوات البشمركة تمتلك أسلحة كلاشينكوف فقط، ولكن التحالف قد دعم القوات العراقية بكل الأسلحة القوية. لو كان لدى البشمركة مثل هذه الأسلحة، لكنا تمكنا من السيطرة على بغداد والبصرة وكل العراق.
بعد ان خرج وعائلتَه بسلام من كركوك سالت السيد امانج شيرزاد عّن وجهته الان وعن الخياراتِ المتاحةِ له: يقول امانج شيرزاد نازح من كركوك: هل لدي مكان للنوم؟ أشكرا الله، سيكون هناك مكان بالنسبة لي لكي أنام الليل فيه، لدي الكثير من الأقارب في أربيل. ولكن أعتقد أن 90٪ من بقية هؤلاء الناس ليس لديهم مكان ليبيتوا الليلة. أين سيذهب كل هؤلاء الناس؟
الى اربيل عاصمةِ اقليم كردستان العراق يتجهون ولكنهم لا يعملون ان كانوا سيتمكنون من العودةِ الى كركوك قريبا ولا سيما ان كان هناك تصعيدٌ مقبلٌ في الأيامِ المقبلة.