جمعية فرنسية تتكفل بعلاج أطفال المغرب العربي في تركيا

2017-11-10 24

رغم المسافة البعيدة بين فرنسا ودول المغرب العربي واختلاف العادات والثقافة والدين غير أن الإنسانية بددت هذه الحواجز.

جمعية “ليلو كلان” الفرنسية تأسست العام الماضي بمدينة كليرمو فيران وسط فرنسا لقديم المساعدة المالية والصحية للأطفال المرضى في دول المغرب العربي خاصة الجزائر والمغرب.

الصدفة ومواقع التواصل الاجتماعي ضعوا أنجليك بيكازو في طريق هؤلاء الأطفال لنقلهم للعلاج في أوروبا، غير ان صعوبة الحصول على تأشيرة للعلاج حولوا الرحلة من المستشفيات الأوروبية نحو المستشفيات التركية.

أم أميرة:
في كل مرة كنا ننقل اميرة إلى المستشفى كانوا يطلبون منا اجراء عملية زرع الكبد، تعرفت على الجمعية عن طريق الفسيبوك واتصلت بنا، كنت أريد ان أنقل اميرة إلى بلجيكا وطلبت هذا الامر من السيدة انجليك، لكنها اخبرتني بأن الأمر سيكون أكثر سهولة في تركيا. ولما وصلت أميرة إلى وضع خطير ومتأخر، وافقت.

جمعية إيلو كلان رفعت التحدي في تركيا ونقلت عدة أطفال من الجزائر والمغرب إلى مستشفيات أجيبادم بإسطنبول حيث يتم التطفل بالأطفال المرضى بسرعة وذلك بعد التنسيق مع المصلحة الدولية للمستشفى.

التعامل بين المستشفى وأولياء المرضى عبر شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وواتس أب.

أنجيليك بكازو، رئيسة جمعية إيلو كلان:

سمعت الكثير عن المستشفيات التركية وفي البداية كنت أرسل الأطفال إلى المستشفيات البلجيكية خاصة بروكسل وفي فرنسا كان الامر أكثر تعقيدا. التكاليف في فرنسا لمثل هذه العمليات مماثلة في بلجيكا أي حوالي 160 ألف يورو. نشاط الجمعية يقوم على تبرعات المحسنين الذين يترددون على صحفتنا على الفيسبوك. اقترح العديد منهم التوجه إلى تركيا للعلاج. أنا لم أكن اعرف تركيا، البلد نعم لكن الواقع لا. لم أكن أعلم ان قطاع الصحة متطور جدا، بدأنا بجمع معلومات ولكن واجهتنا صعوبة اللغة لأنهم في تركيا يتعاملون إما باللغة التركية او الإنجليزية.
ومع هذا تعاملنا مع أول مستشفى ولكننا لم نستمر، ومن بعد ذلك اتصلنا بأجيبادم. في بداية الأمر كانت ثقتنا محدودة في جميع المستشفيات لأن الكثير منهم اتصل بي وهذا ما شجعنا في الجمعية على القيام بعملية بحث دقيقة لاختيار أفضل مستشفى، وكانت النتيجة أجيبادم والبروفيسور رمزي.

الدكتور رمزي إمير أغلو المختص في زراعة الأعضاء من بين الأطباء المختصين الذين يتعاملون مع الجمعية لعلاج الأطفال. في وقت قياسي أصبح الدكتور رمزي المرجع لعمليات زرع الكبد.

البروفيسور أمير أوغلو:

تلقينا أربعة أطفال من الجزائر وأطفال أخرون مصابون بأمراض مختلفة من بلدان آخري كالمغرب.

في هذا المستشفى نعالج أمراض الأطفال والحالات المستعصية لأننا نوفر التقنيات والكفاءات والإمكانيات التي تتيح علاج هذه الأمراض. نتقن كذلك تقنيات زراعة الأعضاء كالكبد والكلى.

بالنسبة للمرضى الأجانب، القانون التركي يفرض عليهم أن يجدوا الأشخاص الذين يتبرعون لهم بالأعضاء ونتعامل مع الأحياء فقط.

تركيا التي أصبحت اليوم من بين اهم الوجهات للعلاج طورت بسرعة قطاع الصحة ليصبح من أكبر المنافسين للمستشفيات الأوروبية والأمريكية.

أنجليك بيكازو:

لم نتردد واغتنمنا الفرصة وارسلنا اول حالة مستعجلة وما ساعدنا في ذلك وجود مصلحة دولية تتيح التعامل مع المرضى الأجانب، كثفنا الاتصالات مع هذه المصلحة لأن هذا الامر مهم جدا شأنه شأن جمع التبرعات، لأنه وفي حال وقوع مشاكل يجب التطرق إليها وهذا ما وجدته هنا.

توفر التقنيات وسهولة الحصول على تأشيرة تركية بالإضافة إلى انخفاض تكاليف العمليات الجراحية المعقدة والجانب الإنساني كانوا من بين العوامل التي جعلت جمعية إيلو كلان تتعامل مع مستشفيات أجيبادم

أنجيليك بيكازو:
لم أكن أتصور كل هذا التطور الذي يشهده قطاع الصحة في تركيا، في الحقيقة الوضع جيد والتكنولوجيا متوفرة والكفاءة كبيرة بالإضافة إلى الجانب الإنساني الذي نفتقده في أوروبا.

أول حالة نقلناها إلى تركيا كانت عملية زرع كبد لصبية في حالة جد خطيرة، جينا نقال، ثم توالت الحالات كلينا، طاهر أعتقد أننا نقلنا حوالي 7 أطفال مرضي منذ السنة الماضية، وهناك الكثير والمثير أن الملفات تصلنا يوميا، تمكنا من التكفل بثلاثين حالة حتى الآن في مختلف المستشفيات.

لعلاج طفل في أوروبا مثلا زراعة كبد نحتاج إلى 160 ألف يورو للحالة الواحدة، فحين تكلف نفس العملية هنا في تركيا حوالي النصف. إذن نستطيع إنقاذ طفلين. هناك أيضا مشكل التأشيرة إلى أوروبا خاصة بالنسبة للحالات المستعصية،والتي قد تموت قبل ان تحصل على تأشيرة السفر دون الحديث عن الجانب المادي فإذا لم يتم دفع التكاليف مسبقا لن يتم علاج الطفل.

الجمعية نقلت عدة أطفال إلى إسطنبول وتواصل في جمع التبرعات للتكفل بحالات أخرى مستعصية.

ماريا كورتولوس، مسؤولة العلاقات الدولية بمستشفيات أجيبادم:

أود من خلال هذا البرنامج ان أشكر السيدة أنجيليك والجمعية لأنها لا تحبذ الحديث عن نفسها كثيرا، هي تقدم الكثير للأطفال المرضى في دول المغرب العربي وخاصة الجزائر وبلدان أخرى، هي تحقق أحلام عدة عائلات لا يمكنها ان تسافر لعلاج أطفالها في الخارج بسبب نقص إمكانياتهم، الجمعية وانجليك كما يدل عليه إسمها الملاك الذي يحمى أطفال دول المغرب العربي الفقراء.

Free Traffic Exchange