عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثات جرى الترتيب لها على عجل في الرياض أمس الخميس مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسط تصاعد التوتر بين المملكة وإيران خاصة بشأن لبنان واليمن.
كان ماكرون الذي وصل إلى الرياض قادما من الإمارات رفض الحديث عن عمليات احتجاز واسعة طالت شخصيات كبيرة في السعودية في إطار تحقيقات عن الفساد لكنه قال إن من الضروري العمل مع المملكة بهدف توطيد الاستقرار في المنطقة.
Avant de rentrer à Paris, passage en Arabie Saoudite pour échanger avec le prince héritier Mohammed ben Salmane. pic.twitter.com/3boNjNQemD— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) 9 novembre 2017
“زيارة المملكة العربية السعودية للتحدث مع ولي العهد محمد بن سلمان, قبل الرجوع إلى باريس”
وذكرت الرئاسة الفرنسية في بيان عقب الاجتماع أن أول محادثات مباشرة بين الرجلين ركزت على القضايا الإقليمية، خاصة في اليمن ولبنان، وعلى “ضمان الحفاظ على الاستقرار في المنطقة”.
وقال مسؤولان كبيران في الحكومة اللبنانية يوم الخميس إن لبنان يعتقد أن السعودية تحتجز رئيس وزرائه سعد الحريري. وقال مصدر ثالث إن السلطات السعودية أمرت الحريري بالاستقالة عندما كان في زيارة للرياض قبل أيام ووضعته رهن الإقامة الجبرية.
ونفت السعودية ما تردد عن فرض الإقامة الجبرية على الحريري لكن الحريري نفسه لم ينف فرض قيود على تحركاته.
وترتبط فرنسا بعلاقات وثيقة بلبنان مستعمرتها السابقة وخاصة بالحريري الذي يحمل أيضا الجنسية الفرنسية وقضى سنوات في باريس.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق من أمس الخميس في دبي إنه كانت هناك اتصالات غير رسمية مع الحريري لكن لم يجر التقدم بطلب لنقله إلى فرنسا.
وقالت الرئاسة الفرنسية “بحثا الوضع في لبنان في أعقاب استقالة رئيس الوزراء الحريري... الرئيس ماكرون أعاد التأكيد على الأهمية التي توليها فرنسا لاستقرار لبنان وأمنه وسيادته ووحدة أراضيه”.
ولم يذكر البيان شيئا بشأن ما إذا كان ماكرون تحدث مع الحريري أو التقى به خلال زيارته للرياض.
ونجحت فرنسا في بناء روابط جديدة لها بالخليج خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة موقفها الصارم تجاه إيران في المفاوضات النووية والتشابه الكبير في سياسات دول المنطقة وباريس بشأن صراعات الشرق الأوسط.
لكن الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 32 عاما أكد على قوة العلاقات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوقت الذي سعى فيه ماكرون إلى تحسين علاقات بلاده مع إيران خصم السعودية اللدود.
وقال ماكرون إنه سيتوجه إلى إيران في 2018 ليصبح ربما أول رئيس فرنسي يزور الجمهورية الإسلامية منذ 1971.
“مخاوف قوية بشأن إيران”
قال التحالف العسكري الذي يقاتل حركة الحوثيين في اليمن يوم الإثنين الماضي إنه أغلق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى اليمن لوقف تدفق السلاح على الحوثيين من إيران.
وذكرت الأمم المتحدة أن هذه الخطوة تهدد بالتسبب في “أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود طويلة ضحاياها بالملايين”.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون شدد على مخاوفه إزاء الوضع الإنساني.
وفيما يتعلق بإيران، كرر ماكرون التأكيد على رغبته في الإبقاء على الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015 لكنه قال إنه يشعر “بقلق شديد” من برنامج إيران للصواريخ الباليستية.
وخص ماكرون بالذكر الصاروخ الذي أطلق من اليمن واعترضته دفاعات سعودية يوم السبت الماضي مشيرا إلى احتمال فرض عقوبات على طهران فيما يتعلق بتلك الأنشطة.
وقال “توجد مخاوف قوية للغاية بشأن إيران. نريد إجراء مفاوضات بشأن الصواريخ الباليستية الإيرانية”.
وأضاف “مثلما حدث في عام 2015 بالنسبة للأنشطة النووية، من الضروري وضع إطار عمل للأنشطة الباليستية الإيرانية وفتح عملية مفاوضات تمكن من ذلك وتتضمن عقوبات إذا لزم الأمر”.
ونفت إيران تزويد الحوثيين في اليمن بأي صواريخ باليستية وتقول إن برنامجها الصاروخي دفاعي محض ولا ينبغي ربطه بالاتفاق النووي.
وأعاد ماكرون التأكيد على رغبته في الذهاب إلى إيران في إطار جهوده للتحدث إلى كل الأطراف في المنطقة لكنه حذر بشأن اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر.
وقال “يتعين أن يكون لدينا حوار جدير بالثقة”.
وأضاف “الأمر لا يتعلق بإظهار أي تساهل تجاه إيران، وإنما بالوقوف بجانب حلفائنا خاصة الإمارات، لكنه يتعلق أيضا بعدم انتهاج سياسة قد تثير اختلالا في التوازنات وصراعات بالمنطقة”.
رويترز