حذر مارك لوكوك مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، من أنه إذا لم يسمح التحالف بقيادة السعودية بوصول المساعدات إلى اليمن، فإنه سوف يتسبب في “أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود طويلة ضحاياها بالملايين”.
وقال التحالف العسكري الذي يقاتل حركة الحوثيين في اليمن إنه سيغلق جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية إلى اليمن، لوقف تدفق السلاح على الحوثيين من إيران.
ومن المرجح أن يتسبب الإجراء، الذي جاء بعد اعتراض صاروخ أطلق صوب العاصمة السعودية الرياض يوم السبت، في تدهور الأزمة الإنسانية في اليمن والتي تقول الأمم المتحدة إنها دفعت قرابة سبعة ملايين شخص إلى حافة المجاعة، فضلا عن إصابة نحو 900 ألف بالكوليرا.
وقدم لوكوك، الذي زار اليمن في أواخر الشهر الماضي، إفادة إلى مجلس الأمن الدولي خلف أبواب مغلقة بطلب من السويد.
وقال للصحفيين “أبلغت المجلس أنه ما لم ترفع تلك الإجراءات... ستحدث مجاعة في اليمن. ستكون أكبر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود طويلة ضحاياها بالملايين”.
وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطويو غوتيريش تحدث مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ودعا إلى الاستئناف الفوري لدخول المساعدات الإنسانية.
وقال لوكوك إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يقدم مساعدات غذائية لسبعة ملايين شخص شهريا في اليمن. وأضاف “ما نريده هو إنهاء الحصار... حتى يمكننا إنقاذ أرواح هؤلاء الناس”.
وقال سيباستيانو كاردي سفير إيطاليا لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن في نوفمبر تشرين الثاني، بعد إفادة لوكوك إن المجلس عبر عن قلقه بشأن الوضع الإنساني.
وقال كاردي “أكد أعضاء مجلس الأمن ... أهمية استمرار عمل جميع موانئ ومطارات اليمن، بما فيها ميناء الحديدة، باعتبارها شريان حياة مهما للدعم الإنساني وغيره من الامدادات الضرورية”.
وكثيرا ما انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات مساعدات دولية التحالف لعرقلته وصول المساعدات لا سيما إلى شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون المتحالفون مع إيران.
وقال لوكوك “وصول المساعدات الإنسانية عبر الموانئ لم يكن كافيا حتى قبل الإجراءات التي أعلنت في السادس من نوفمبر“، مضيفا أنه لم يُسمح أيضا برحلات جوية تابعة للأمم المتحدة إلى اليمن منذ يوم الاثنين.
ويستهدف التحالف بقيادة السعودية الحوثيين منذ أن سيطروا على أجزاء من اليمن في 2015 منها العاصمة صنعاء وأجبروا الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار.
ودعا لوكوك إلى الاستئناف الفوري لرحلات الأمم المتحدة وغيرها من رحلات المساعدات إلى صنعاء وعدن وضمانات من التحالف بعدم تعطيل الرحلات مجددا. كما دعا إلى السماح الفوري بالوصول إلى الموانئ لأغراض إنسانية وتجارية.
ودعا أيضا التحالف إلى السماح لسفينة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بالتمركز قبالة عدن وضمانات بعدم تعطيل عملها مرة أخرى وطالب بالسماح لكل السفن التي تجتاز تفتيش الأمم المتحدة بتفريغ حمولاتها.