بعد عشر سنوات من انطلاق المشروع، سيقوم متحف اللوفر أبو ظبي بفتح أبوابه للجمهور في 11 نوفمبر الجاري، وخصص قبل ذلك جولة صحافية صباح اليوم لممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية الذين أطلعوا على أركان المتحف المؤلف من 55 مبنى منفصل و23 قاعة عرض وقاعة للمعارض المؤقتة ومتحف للأطفال، ومسرحا من 200 مقعد.
وهو أول متحف عالمي في العالم العربي، وسيتم افتتاحه رسميا يوم الأربعاء القادم، وسط احتفالات عالمية يحضرها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدد من الشخصيات المهمة.
تم بناء “متحف المدينة” في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، ولقد قام بتصميمه المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، وهو ثمرة اتفاقٍ دولي بين حكومتي أبو ظبي وفرنسا في العام 2007، لتجسيد روح الانفتاح والحوار بين الثقافات، من خلال مجموعة مقتنيات تتميز بأهميتها التاريخية والثقافية والاجتماعية من مختلف الفترات التاريخية التي تنتمي لحضارات متنوعة.
وسيتمكن الزوار من التنزه عبر الممرات المطلة على البحر وتحت قبة بطول 180 مترا، ويتكون من 7،850 نجمة معدنية تنبعث من خلالها أشعة الشمس او كما يحلو لجان نوفيل تسميتها “أمطار خفيفة“، مستوحاة من بساتين النخيل والأسواق.
وقدرت تكلفة بناء المتحف في البداية بحوالي 600 مليون يورو، ولكن تأخر إتمام المشروع عدة مرات بسبب مشاكل التمويل.
وتتكون المجموعة الدائمة عند الافتتاح من العديد من الأعمال المعارة من 13 مؤسسة فرنسية، من بينها “بورتريه لإمرأة مجهولة” للفنان ليوناردو دافنشي، تعود لميلان في إيطاليا (1495- 1499) من متحف اللوفر باريس، و“منسوجة دانيال ونبوخذ نصر” تعود لـ 1520 من جنوب هولندا، معارة من متحف كلوني.
إلى جانب هذا سيقيم متحف اللوفر أبو ظبي أربع معارض مؤقتة على مدار العام في مساحات منفصلة، وهو ما سيمكن الزوار من الاطلاع على المزيد من الأعمال الفنية الجديدة.
وستستخدم اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية كلغات رئيسة في المتحف، بأسلوب مباشر في جميع أنحاء المتحف، وتتوفر في قاعات العرض لوحات توضيحية تزود الزوار بالمعلومات التاريخية وملخصات تخص المعروضات، بينما تقدم البطاقات الوصفية التي توضع بجوار كل عمل شرحا حول القطعة الفنية ومعلومات حول أهميتها الفنية والتاريخية. ويوفر اللوفر أبو ظبي أيضاً خرائط برسومات متحركة تعتبر مرجعاً جغرافياً وتاريخياً.
ويذكر ان الاتفاق سيستمر 30 عاما، ويتضمن علامة اللوفر التجارية، وتنظيم المعارض المؤقتة، والذي وصلت تكلفته الى مليار يورو.
ومن المتوقع أن تضم المجموعة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة نحو 600 عمل، بما في ذلك أكثر من 200 في حفل الافتتاح.
وخلافا للمتاحف الأخرى التي يقدم مسارها تصنيفا حسب الأساليب أو الحضارات، فإن متحف اللوفر أبو ظبي يسلط الضوء على المواضيع العالمية والتأثيرات المشتركة بين الحضارات.
ويذكر انه خلال أعمال البناء، واجه المشروع انتقادات شديدة بشأن الظروف التي يعيشها العمال الذين يواجهون أجورا متدنية وساعات طويلة وظروف عمل قاسية وسط الأجواء الحارة.
كما تم ترحيل مئات الأشخاص الذين يعملون في مشاريع في الجزيرة، بما في ذلك متحف اللوفر، أو فقدوا تأشيرات عملهم، وفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش في العام 2015.