في أجواء الفضائح التي تثار يوماً بعد يوم عن نساءٍ تعرضن لأبشع أنواع التحرش أو لعمليات اغتصاب إمّا في وظائفهن أو في حياتهن بشكل عام، تظاهر المئات في ساحة الجمهورية في العاصمة الفرنسية باريس.
وحملت المتظاهرات لافتات كتب عليها “اِفضحي خنزيرك” و“أنا أيضاً”:http://arabic.euronews.com/2017/10/23/arab-world-campaign-sexual-harassers في إحالة إلى الوسمين (الهاشتاغين) اللذين انتشرا على وسائل التواصل الاجتماعي واللذين دعيا النساء إلى فضح المتحرشين بهن.
كذلك دوّنت متظاهرات بعض الاعترافات على اللافتات التي رفعتها، فكتبت إحدى الشابات “أنا أيضاً، كنت في التاسعة عشر من عمري وكان زميلي في العمل” فيما كتبت أخرى “أنا أيضاً، لقد كان رفيقي في الحزب”.
هذا ودعت الصحافية الفرنسية كارول غالان إلى هذه المظاهرة كي لا تبقى حملة “أنا أيضاً” حبيسة العالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي، ولبى المئات الدعوة فخرجت مظاهرات عفوية في عدة مدن فرنسية منها باريس وليل وبوردو وليون.
وتقول الشابة مارغو لوكالة الصحافة الفرنسية إنها كانت تعمل كنادلة في إحدى المطاعم وإن زميلها كان يتحرش بها وإن شكواها للإدارة لم تساعدها في تغيير الأمور ما دفعها إلى تقديم استقالتها على الرغم من حاجتها للمال.
ويبدو عناء النساء أحياناً أكثر دراماتيكية وظلاماً، فمن بين المتظاهرات هناك من رفع صورة ضخمة لامرأة، اسمُها سارة، كانت قد قتلت نتيجة الضرب والتعنيف.
وتقول سيدة أخرى خرجت إلى التظاهر في مدينة بوردو إنها تعرضت للتخدير والاغتصاب في سن الخامسة عشر وإن هذه الحادثة حولت حياتها إلى ركام.
أما فيما خصّ هذه الحركة التي بدأت في العالم الافتراضي بعد إثارة الإعلام لفضائح المنتج الأميركي هارفي وينشتين، فتطالب جميع المتظاهرات باستمرارها حتى يتم تغيير القوانين.
وتقول الإحصائيات إنه، في فرنسا وحدها، قتل أكثر من 120 امرأة في العام الفائت، وهنّ قضين تحت الضرب، فيما تقول تقارير صادرة عن جمعيات غير حكومية إن واحد بالمئة فقط من المغتصبين يتم سوقهم إلى المحكمة.