إثر الانتصار الكبير الذي حققه في الانتخابات التشيكية نهاية الأسبوع، تحدث أندريه بابيش الاثنين من قصر “لاني“، المقر الصيفي للرئيس ميلوش زيمان. وانتخب الملياردير البالغ من العمر 63 عاما، على الرغم من الشكوك التي تدور حوله بشأن عمليات احتيال.
وقال بابيش: “أبلغنى الرئيس بأنه سيحفظ وعده، وسيطلب منى البدء بالتفاوض لتشكيل حكومة الجمهورية التشيكية الجديدة الأسبوع القادم”.
وكان الرئيس التشيكي قال الأحد إنه سيعين بابيش رئيسا للوزراء، لكن رجل الأعمال الذي يتزعم حزب “آنو“، قد يعاني لإيجاد شركاء لتشكيل ائتلاف رغم فوزه الكبير في الانتخابات.
وحصل الحزب على 29.7 في المئة من الأصوات، وهو ما يقرب من ثلاثة أمثال ما حصل عليه أي حزب آخر في الانتخابات التي حصلت فيها للمرة الأولى تسعة أحزاب على مقاعد في البرلمان.
لكن الكثير من الأحزاب أبدت عزوفها، ومنها ما رفض صراحة أي شراكة مع الحزب، خاصة في ظل مواجهة بابيش لاتهامات بالاحتيال.
“شبيه ترامب وبرلسكوني”
وقال الرئيس التشيكي إن التهم لا تقف عائقا أمام بابيش، وهو ثاني أغنى رجل في التشيك، وشبهه البعض بزعماء آخرين كانوا رجال أعمال مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني.
وحصل حزب (آنو) على 78 مقعدا في مجلس النواب المؤلف من 200 مقعدا، لذلك يحتاج إلى شركاء من الأحزاب الثمانية الأخرى لتشكيل أغلبية.
وتقول الشرطة إن بابيش أخفى ملكيته لإحدى شركاته قبل عشرة أعوام للحصول على دعم بقيمة مليوني يورو من الاتحاد الأوروبي كان مخصصا للشركات الصغيرة، فيما ينفي الرجل الاتهام.
لا أحزاب تقليدية لأول مرة
وهذه هي المرة الأولى التي يصعد فيها حزب مختلف عن الحزبين الرئيسيين اللذين هيمنا على الحياة السياسية في البلاد منذ ربع قرن، وينتمي أحدهما ليمين الوسط والآخر ليسار الوسط.
ويسلط هذا التحول الضوء على ما تشهده الساحة السياسية في الاتحاد الأوروبي من تغيير، خاصة بعد أن تسبب تدفق اللاجئين إلى دوله في صعود أحزاب تحتج على تلك السياسات.
وتعهد بابيش بأن ينقل خبراته في مجال الأعمال إلى الحكومة، كما تعهد بمقاومة مزيد من الاندماج مع الاتحاد الأوروبي وأي جهود في بروكسل لإجبار البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 10.6 مليون نسمة، على استقبال لاجئين.
ومن المتوقع أن تستغرق المحادثات لتشكيل ائتلاف حاكم عدة أسابيع.