الهند وباكستان ..بعد 70 عاما على التقسيم..شهود عيان يتحدثون

2017-08-13 9

بعد سبعين عاما على التقسيم في 1947، يتذكر شهود في الهند وباكستان أهوال تلك الصفحة القاتمة من تاريخ البلدين. ففي آب/اغسطس 1947، أسفر تفكيك الامبراطورية البريطانية في الهند عن القيام المؤلم لبلدين متميزين، تسكن الأول أكثرية هندوسية، والثاني أكثرية مسلمة، وأدى إلى واحدة من أكبر عمليات النزوح في التاريخ. وتحتفل الهند الثلاثاء بالذكرى ال 70 لاستقلالها، أما إسلام اباد فتحتفل بها الاثنين. وقد شرد التقسيم في 1947 حوالى 15 مليون مهجر هندوسي ومسلم من السيخ. وقضى ما بين 200 ألف ومليون شخص في أعمال العنف بين هذه الحشود البشرية.

ويتذكر شهود من تلك الفترة ما حصل:

نيسار، مسلم من كراتشي*

كان نيسار أختر الخبير الإحصائي المتقاعد في كراتشي في السادسة من عمره في 1947، ويعيش آنذاك مع عائلته في منطقة البنجاب. وهو يتذكر الدخان الذي كان يراه يرتفع في السماء كل ليلة. فقد كان السيخ يحرقون القرى المجاورة. وتمكنت العائلة من الفرار. لكنهم مشوا طوال 21 يوما وسط قافلة من الاف الاشخاص الذين دأب السيخ على مهاجمتهم، قبل ان يجدوا ملجأ في مخيم للاجئين.

وقال نيسار أختر “رأيت رضعا وأطفالا وعجزة وقد غرزت سهام في اجسادهم. كانوا يئنون من الألم، وتابعت طريقي متجنبا اياهم”.

وتساءل “ماذا كان في استطاعتي ان افعل؟ كان الناس يتلوون من الالم ويطلبون الماء وهم يصرخون... لكن كل واحد منا كان يسعى لإنقاذ حياته”.

مادو، هندوسية من لاهور*

كانت مادو سوندي في الخامسة من عمرها في 1947 وتسكن في لاهور، التي باتت اليوم في باكستان.وقد طلبت شركة السكك الحديد الهندية من والدها المهندس أن ينتقل إلى الهند. واضطرت العائلة للسكن على مقربة من المحطة المركزية في نيودلهي التي تحولت مخيما للاجئين، على غرار عدد كبير من الأماكن العامة في تلك الفترة. قالت مادو “كان منزلنا قائما امام مسجد قتل فيه مسلمون. وغالبا ما كانت الرصاصات تنتهي في حديقتنا التي لم يكن مسموحا لنا ان نلهو فيها”. واشارت الى انها كانت “صغيرة جدا” حتى تتأثر فعلا بما كان يحصل في تلك الفترة. وتذكرت ان “شقيق أمي بقي في مزرعته” في باكستان التي أنشئت حديثا. وأضافت “عندما جاء مثيرو شغب بحثا عن هندوس لقتلهم، خبأه موظفوه المسلمون” ثم اخرجوه خفية في عربة الى مخيم للاجئين.

سليم، مسلم من نيودلهي*

كان سليم حسن صديقي في السادسة من عمره في 1947. ويتذكر الشوارع المغطاة بالدم في نيودلهي. وقال سليم الذي يبلغ اليوم ال 76 من عمره ولا يزال يسكن في الشقة التي أمضى فيها طفولته، إن “الأجواء العامة كانت مزيجا من الارتياب والخوف”.
وقد تعجب الطفل من أعمال العنف تلك. وقال “لم يكن مسموحا لنا الخروج كثيرا. لكننا كنا نهرب عندما كان يتاح لنا” لمشاهدة الجثث. واضاف “كانوا يقتلون الناس بالسواطير ويرمونهم في القناة الجافة. كان الجميع في حالة غضب وهياج شديدين، ويعمدون إلى قتل كل ما يتحرك، سواء أكان هندوسيا أو مسلما، الجميع. لم يوفروا أحدا في الواقع”.

راج، هندوسي من لاهور*

كان راج خانا في الرابعة عشرة من عمره في 1947. وهو الابن الثالث لعائلة من سبعة أولاد، وقد شب حتى ذاك الحين في حي هندوسي في لاهور. لكن الحي بات مسرحا لأعمال عنف منذ صيف 1947. ويتذكر قائلا إن “مثيري الشغب اضرموا في أحد الأيام النار في منازل بشارعنا”. وصعد مع اصدقائه إلى سطح احد المنازل لإلقاء على النار. وقد أرعبته رصاصة. ويؤكد راج الذي لجأت عائله في البداية الى شيملا في شمال الهند إن “اهلي أخذوا يشعرون بالخوف بعد حرق حينا وبدأوا رحلة النزوح”.
ويسكن راج خانا اليوم في نيودلهي. ويقول “ما زلت احمل تسمية لاجىء. وستبقى

Free Traffic Exchange