أوقفت السلطات اللبنانية مجموعة من الشباب اللبنانيين بتهمة الاعتداء وإهانة نازح سوري. الخبر أكده وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، وذلك بعد ساعات من تداول ناشطين لفيديو صادم على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة من الشباب اللبنانيين وهم يعتدون بالضرب على الشاب السوري، ويضم الفيديو كلمات نابية وشتائم وإهانات بحق السوري.
وأشار النشطاء إلى أنّ عملية الاعتداء على الشاب السوري وقعت خلال اليومين الماضيين، في ظل الحملة التي انطلقت ضدّ اللاجئين السوريين في لبنان.
#لبنان|| ألقت شعبة المعلومات بقوى الأمن اللبناني القبض على الشبان الثلاثة الذين اعتدوا على الشاب السوري في... https://t.co/p5vSyw53aX— قوات الدفاع المحلي (@L_D_F_Aleppo) 19 juillet 2017
وانتشر الفيديو بسرعة كبيرة على شبكات التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء من دون تحديد مكان أو تاريخ تصويره، لكنه صدم الرأي العام في لبنان والوطن العربي والعالم خاصة وأنّ مجموعة الشباب كانت تتهم الشاب السوري بالانتماء إلى تنظيم الدولة الإسلامية والنية بالتظاهر ضد الجيش اللبناني.
كما أجبر المعتدون الشاب على ترديد بعض العبارات، كالهتاف للجيش اللبناني، وشتم سوريا والسوريين.
وأثار الفيديو موجة اعتراضات واستنكاراً واسعاً على الشبكات الاجتماعية، في وقت ما زالت فيه وتيرة التصريحات العدائية والتحريضية ضد النازحين السوريين في لبنان تتزايد خلال الفترة الأخيرة، وذلك على خلفية وفاة أربعة سوريين كانوا رهن الاعتقال لدى الجيش اللبناني، إثر مداهمات قامت بها قوات الجيش على مستوى مخيمات النازحين ببلدة عرسال شمال شرقي لبنان قبل أسبوعين.
إلقاء القبض على الشبان الذين اعتدوا على النازح السوري من قبل شعبة المعلومات اللبنانية
شكراً LebISF NohadMachnouk pic.twitter.com/ceSumPMA4Z— عمر كوكش Omar Kokach (@KokachOmar) 19 juillet 2017
وأطلق مغرّدون على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي هاشتاغ “#لا للعنصرية“، رداً على الفيديو الذي صدم الملايين، فيما حذَّر البعض من “الفكر العنصري الذي يجتاح الشبكات الاجتماعية“، وطالب آخرون بالاعتذار للشاب السوري، الذي لاقى كمّا هائلا من الاهانات في لبنان.
وبات موضوع اللاجئين السوريين في لبنان القضية الأكثر إشكالية، حيث انتشرت في الفترة الأخيرة عدة فيديوهات ذات خلفية عنصرية نحو اللاجئين السوريين.
وسبق لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وأن أكد أنّ الجيش اللبناني سينفذ عملية في منطقة جرود عرسال بشمال شرقي لبنان عند الحدود السورية، مشددا على أنّ الحكومة تمنحه الحرية المطلقة لمعالجة هذا الملف الأمني. ومن داخل البرلمان اللبناني أكد الحريري عدم وجود أيّ تنسيق بين الجيش اللبناني وقوات النظام في سوريا حول هذه العملية.
وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون برر عمل بلاده على عودة النازحين، نتيجة عدم مقدرتها على تحمل مزيد من الأعباء، محذراً في الوقت نفسه من مغبة نشر الكراهية والتحريض بين الشعبين اللبناني والسوري.
ويدور جدل كبير في لبنان حول طريقة التعاطي مع هذا الملف، فيما تدفع ميليشيات حزب الله وحلفاؤها باتجاه الحوار مباشرة مع النظام السوري لعودة النازحين، يرفض فريق الرابع عشر من آذار، وعلى رأسهم تيار المستقبل التفاوض المباشر مع دمشق، آملين بعودة النازحين عن طريق الأمم المتحدة.
وجرود عرسال منطقة قاحلة في المنطقة الجبلية الواقعة بين سوريا ولبنان، وهي قاعدة لعمليات الجماعات المسلحة، بما في ذلك جهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.