الازمة الحادة في منطقة الخليج بين دول الحصار وقطر لم يكن لها تبعات اقتصادية وسياسية فقط وانما ايضاً اجتماعية.
أكثر من ستة آلاف عائلة قطرية أصابتها في الصميم. لقد فرقت بين افراد العديد منها.
المملكة العربية السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة لم تعد تسمح لمواطنيها من السفر الى قطر وطلبت منهم ايضاً مغادرتها مباشرة محذرة من ان البقاء فترة أطول قد يكلفهم مواطنيتهم.
وفاء مواطنة قطرية، طبيبة متخصصة بالجهاز العصبي. تزوجت من بحريني عام 2001 ولديهما ثلاثة أولاد يحملون الجنسية البحرينية. تشرح معاناتها “قالوا لنا إنه كالحصار على مواطنيهم وانه على جميع البحرينيين والاماراتيين والسعوديين ان يغادروا. ثم قالوا لنا “لا هذا لن يحدث”. لكن حين أعلنوا ذلك اليوم التالي، عادوا وقالوا لنا إن كل شخص من هذه البلدان الثلاثة عليه ان يغادروا البلد. فأدركنا ان الامر أكبر مما كنا نعتقد. إنه كابوس. النوم فارقنا. لقد كان شهراً رهيباً بالنسبة الينا”.
بعد الطلاق، اختار الأولاد العيش مع والدتهم، لكن الخلاف الدبلوماسي بين الدول الاشقاء أجبرهم على مغادرة قطر.
“لهذا السبب انا وحيدة في بلدي، بلا اولادي” تشكو الطبيبة وفاء، مضيفة “لماذا أرادوا ان يفعلوا ذلك بنا؟ اشعر بالأسى. ربما قد نغفر، لكن لن ننسى ابداً ما جرى. كيف يمكنهم ان يفعلوا ذلك بنا؟ لماذا؟ إنهم لا يدركون اننا خليط في منطقة الخليج وجميع دوله”.
وفاء عملت جاهدة لإرسال أولادها الى السويد للعيش مع أقرباء لها متمنية ان لا يتأثروا بهذه الازمة. فهي تخشى ان تنعكس سلباً على مستقبلهم وعلى إمكانية دراستهم في جامعة قطر. وأضافت أنها قلقة من أن الصف قد يزعج مستقبل أطفالها وتعليمهم المحتمل في جامعة قطر.
إنها هي واحدة من المواطنين القطريين الذين استبدلوا صورتهم بصورة امير بلادهم على مواقع التواصل الاجتماعي لإظهار تضامنهم الوطني وإيجاد حل لهذه الازمة.