ساعات بعيد طلب إيطاليا من الدول الأوروبية فتح مرافئها أمام السفن التي تنقل المهاجرين غير النظاميين لتخفيف الضغط عليها، التقى وزراء داخلية ايطاليا وفرنسا والمانيا مساء الاحد في باريس لمناقشة “مقاربة منسقة” لكيفية مواجهة أزمة تدفق المهاجرين في البحر المتوسط، التي تتحمل روما القسم الاكبر من تبعاتها.
وقد اتفق الوزيران الايطالي والالماني ماركو مينيتي وتوماس دي ميزيير والمفوض الاوروبي لشؤون الهجرة ديميتريس افرامابولوس ووزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب على العمل معا، بهدف دعم إيطاليا وتقديم مقترحات عملية خلال انعقاد قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في تالين نهاية الأسبوع الحالي.
وكانت إيطاليا هددت بمنع دخول السفن الاجنبية التي تنقذ مهاجرين في البحر المتوسط من دخول موانئها، أو قطع التمويل عن الدول الاوروبية التي فشلت في المساهمة لحل الازمة.
وتقول إيطاليا ان السفن التي تنقذ المهاجرين ترفع اعلام مختلف الدول الأوروبية، مشيرة الى انخراط سفن المنظمات غير الحكومية، وسفن عملية صوفيا الاوروبية ضد المهربين، وسفن وكالة حماية الحدود الاوروبية (فرونتكس) في هذه الجهود، علاوة على سفن خفر السواحل الايطاليين.
وتؤكد إيطاليا أنه ليس مقبولا ان تكون الموانئ الايطالية هي الوحيدة التي يتم توجيه اللاجئين اليها، بينما تقول منظمات غير حكومية إنّ إجبار السفن التي تحمل لاجئين تم انقاذهم على التوجه إلى موانئ أوروبية أخرى سيكون صعباً من الناحية اللوجستية.
وتشتكي ايطاليا من انها تُركت وحيدةً في مواجهة ازمة الهجرة وتدعو شركاءها الاوروبيين الى مزيد من التضامن معها.
مأساة مستمرة
وسُجّل وصول اكثر من 83 الف مهاجر الى ايطاليا منذ مطلع السنة الحالية، بارتفاع فاق 19% مقارنة بالفترة نفسها من العام الفائت، حسب الامم المتحدة. وفقد 2160 شخصا حياتهم خلال رحلة العبور إلى اوروبا منذ بداية السنة الحالية، بحسب منظمة الهجرة الدولية.
وحذر الصليب الأحمر الايطالي من أن الوضع في مراكز الاستقبال المزدحمة أصبح حرجا. والاسبوع الماضي، وصل 12 الف مهاجر ولاجئ الى شواطئ ايطاليا وحدها. وينطلق معظم المهاجرين من ليبيا.
وبعد قضاء المهاجرين أسابيع أو اكثر داخل معسكرات في ليبيا، حيث يتعرضون لأسوأ انواع المعاملة وبينها الاغتصاب والتعذيب، يصلون إلى سفن الانقاذ وهم في حالة رعب شديد ووضع نفسي سيء للغاية.
قواعد سلوك
وتقول إيطاليا إن روما ستمارس ضغوطا بهدف الوصول الى طريقة تسمح بتلقي طلبات اللجوء في ليبيا بدلا من ايطاليا، على أن يتم لاحقا نقل أولئك الذين يحصلون على هذا الحق بشكل آمن إلى أوروبا.
وأفادت تقارير ايطالية أن روما ستطلب تبني قواعد سلوك لسفن الانقاذ الممولة من القطاع الخاص، وأشارت صحيفة كورييري ديلا سيرا إلى امكان مصادرة السفن التي لا تلتزم هذه القواعد.
وتأمل روما في انشاء مركز قيادي بحري اقليمي لقيادة عمليات الانقاذ وتوزيع المهاجرين على موانئ دول اوروبية عدة، بحسب الصحيفة ذاتها.