نجت الفرنسية بياتريس أوريه من العقوبة في قضية مساعدة مهاجر إيراني على عبور بحر المانش إلى بريطانيا في زورق صغير.
فقد قضت المحكمة أن أوريه، المؤيدة السابقة لليمين المتطرف الفرنسي، مذنبة في مساعدة الإيراني مختار على الهرب من فرنسا على متن زورق اشترته له بنفسها بمبلغ ألف يورو، دون أن تصدر عقوبة بحقها.
رغم أن المدعين طالبوا بمعاقبتها بالسجن لمدة عام بسبب مساعدتها مهاجرين وتعريضهم للخطر، غير أن محكمة بلدة بولوني-سور-مير قرب كاليه، قضت بعدم الحكم عليها بالسجن أو دفع غرامة.
في قاعة المحكمة أكدت أورويه أنها تتحمل “كامل المسؤولية” عن أعمالها، وبأنها مستعدة لدفع حياتها ثمانا من أجل مختار، وأضافت “الأمر الوحيد الذي قد يزعجني هو أن لا أتمكن من رؤية مختار إذا أصبحت في السجن”.
وبعد الحكم قالت إنها “تشعر بالارتياح”.
وقالت المدعية كامي غورلان أن أوريه عرضت حياة مختار وإيرانيين آخرين للخطر بمساعدتهم على ركوب زورق وعبور المانش، أحد أكثر طرق الشحن البحرية ازدحاما.
وقال الادعاء أن قول أوريه أن تصرفها كان نابعا عن الحب، لا يفسر سبب مساعدتها مهاجرين آخرين على عبور بحر المانش حتى بعد مغادرة مختار فرنسا.
علاقة الحب الممنوع بين بياتريس ومختار
وبياتريس أوريه أرملة منذ 2010، بعد وفاة زوجها الذي كان يعمل في شرطة الحدود وأم لشاب في الـ19 من العمر.
وقالت في كتابها “كاليه حبي” إن حياتها تغيرت في شباط/ فبراير من العام 2015 عندما نقلت في سيارتها شابا سودانيا تاه في وسط مدينة كاليه لنقله إلى مخيم كاليه العشوائي. وقررت عقب تلك الصدمة التطوع في مخيم كاليه.
خلال ترددها إلى المخيم وقعت في غرام مختار، المتحدث باسمهم البالغ ال35 من العمر والمتحدر من جونرود والذي اعتنق المسيحية.
وبعد أن فقدت أثره، عادت واستقبلت مختار مع إيراني آخر في منزلها حيث تعيش مع والدتها وابنها.
بياتريس أوريه الناخبة السابقة للجبهة الوطنية قالت إن علاقتها مع مختار أعادت لها “طعم الحب“، مؤكدة أنها كانت تنتخب الجبهة الوطنية في الماضي دون أن تطرح الكثير من التساؤلات.
فعلت كل شيء بدافع الحب
بعد شراء زورق سجلته باسم جدها الراحل، نظمت بياتريس مع شخص آخر الرحلة في حزيران/ يونيو 2016، وكان على متن الزورق راكبان ايرانيان آخران.
وبعد يوم من القلق على مصير مختار وأصدقائه، اكتشفت عبر الصحافة البريطانية أن “خفر السواحل أغاثوا ثلاثة مهاجرين إيرانيين” أثناء غرق زورقهم.
حصل مختار على وضع لاجئ شمال انكلترا حيث كانت بياتريس تزوره.
وقد تم توقيفها في مكان عملها منتصف آب/ أغسطس ووضعت في الحبس على ذمة التحقيق.
وتقول بياتريس في كتابها “لقد جلبت زورقا ‘لى الشاطىء فقط. فعلت ذلك بدافع الحب ولم أحصل على أي شيء في المقابل”.
ومنذ تفكيك مخيم كاليه نهاية العام الماضي، تتخذ السلطات الفرنسية نهجا متشددا في مسألة الهجرة غير الشرعية.