فيما تقول الاستطلاعات إن أربعين بالمائة من الفرنسيين لم يحسموا مواقفهم من المرشحين للانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد أقل من ثلاثة أسابيع وإن الامتناع عن التصويت قد يُخلِط الأوراق، جَمعتْ مناظرةٌ انتخابية مساء الثلاثاء المرشحين الأحد عشر نَقلتْها القنواتُ التلفزيونية مباشرةً وتخللها تبادل الاتهامات والتراشق اللفظي بين المرشَّحين الأبرز.
اليميني رئيس الوزراء الأسبق فرانسْوا فيُّون اضطُر إلى تقبُّل التلميحات بأنه خَدَم نفسَه ومحيطَه العائلي خلال تَقلُّدِه المسؤوليات أكثر من خدمتِه الفرنسيين.
واتُّهِمتْ اليمينية المتطرفة مارين لوبين بنيةِ فرضِ نموذج ثقافي/اجتماعي على كل فرنسا قائم على الديانة المسيحية في حين أن فرنسا في غالبيتها لم تَعد مسيحيةً.
مارين التي تُسوِّق نفسَها على أنها مناهِضة للنظام القائم محميةٌ بقوانين نفس النظام من المتابعات بشبهات فساد تحوم حولها منذ أسابيع بفضل الحصانة البرلمانية، وهو ما لا يحظى به العمال والفرنسيون العاديون قال لها فيليب بوتو المرشح اليساري المناهِض للرأسمالية.
مارين التي تملك حظوظا جدية بالفوز في الدور الأول للانتخابات هاجمتْ منافسَها الرئيسي إمانويل ماكرون متهمة إياه بتسخين أطباق قديمة بالية تعود إلى أكثر من نصف قرن وبخواء برنامجه من أيِّ جديد.
ورد عليها ماكرون بتذكيرها بما وصفه بـ: “الأكاذيب” التي ترددها وحزبُها منذ أربعين عاما ومنذ عهد والدها جان ماري لوبين.
وعن دفاعها عمَّا وصفتْهُ بالتقاليد الفرنسية والدعوة إلى حمايتها في بلد تعيش فيه نسبة هامة من الأجانب مختلفي الثقافات والعادات، ملمِّحةً إلى الانتماء الديني المسيحي، قال لها جان لوك ميلونشون مرشَّح اليسار الراديكالي:
“لا يا سيدتي، ستون بالمائة من الفرنسين لا ديانة لهم، أريحونا من الحديث عن الدين. لسنا مجبَرين على اتباع نزواتكم واختراعاتكم وأسلوبكم في فرض نموذج حياة ليس نموذجنا علينا جميعا”.
المناظرة التي دامت أربع ساعات، بدا فيها مولونشان الأكثر إقناعًا بعد ماكْرون تقول الاستطلاعات.