مشروع عزل الولايات لمتحدة عن المكسيك،سيكون قائما على مشروع قديم كما هذا السور الذي بني في سيوداد خواريس بالقرب من الحدود مع ولاية تكساس الأميركية بين 2007 و2010. ويقول ملاحظون:إن ذلك السور والكاميرات وأجهزة الرصد وتشديد القيود على المعابر الحدودية أدى إلى توقف عبور المهاجرين المكسيكيين دون وثائق إلى مدينة إل باسو في تكساس التي تقع على الجانب الآخر من الحدود المحصنة .
لكن دونالد ترامب،فقد أبدى رغبته في تشييد السور،عبر وعوده الانتخابية وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي و الخطابات العامة.
وبعيد لقائه،بالرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، في أغسطس الماضي،فقد وعد دونالد ترامب والذي كان مرشحا للرئاسة،بتشييد سور كبير،يعزل الجارة الجنوبية،المكسيك عن الولايات المتحدة. ثم في مارس/آذار من العام 2015،صرح ترامب بأنه في حال انتخب سيبني جدارا فاصلا ما بين بلاده و المكسيك.
“سنشيد سورا عظيما على حدودنا الجنوبية وسوف تدفع مكسيكو تكاليف البناء،سجلوا ما أقول جيدا”
تطمح إدارة دونالد ترامب إلى الاعتماد على إجراءات يمكن أن تستفيد من ميزانية 23 مليار يورو من مجموع ما يرسله المكسيكيون كل عام إلى ذويهم في المكسيك.
كما تريد إدارة ترامب،إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية والتي تمثل حجما تجاريا ثنائيا،يصل سنويا إلى 494 مليار يورو
كما أن نسبة80 في المئة،من صادرات المكسيك تتجه صوب الولايات المتحدة.
بعيد تنصيبه،طرح دونالد ترامب،ضغوطا على المكسيك بهذه الكلمات
“نحن في طريقنا للبدء في إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية و الهجرة وأمن الحدود،ولقد كان الرئيس المكسيكي مدهشا للغاية،وأعتقد أن النتائج ستكون جيدة ولصالح جميع الأطراف،المكسيك،و أميركا والجهات المعنية”
أما الجانب المكسيكي،فقد استوعب الرسالة كما ينبغي،لذلك جاء رد وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغارايا واضحا أيضا: لن نقبل بأي شكل بشأن إعادة التفاوض على اتفاقية للتجارة الحرة،فثمة إمكانية الانسحاب من الاتفاقية،وأن نقوم بتسيير التجارة ما بين أميركا والمكسيك وفقا للقواعد التي رسمت أسسها منظمة التجارة العالمية”
ولكن سيكون صعبا جدا على ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية،تجاهل أهمية ما تمثله السوق في أميركا الشمالية،حتى ولو أن المكسيك تسعى إلى تنويع مصادر شراكتها الخارجية في مجال التجارة و الأعمال.