تَسَلُُّم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مهامه أمس الجمعة لم يمر دون إثارة مخاوف تتغذى من تصريحاته ووعوده الانتخابية المثيرة للجدل حينًا والصادمة للمتضررين منها حينًا آخر.
اليوم السبت كان مناسبةً في عدة عواصم أوروبية، على غرار لندن وبرلين وباريس، للاحتجاج والتعبير عن رفض عدد من توجهات الرئيس الأمريكي الجديد من طرف حقوقيين وناشطات نسويات وغيرهم من مختلف التوجهات السياسية والعقائدية.
من العاصمة لندن، تقول صوفي وُوكرْ زعيمة “حزب مساواة النساة”:
“نحن هنا لنسير من أجل الاحتجاج ضد الكراهية والتفرقة التي يتخذ منها ترامب رأس حربة في سياسته. نحن هنا للسير ضد تنامي العنصرية في هذا البلد أيضا. ونحن هنا للسير ضد ترسيخ العنصرية وكراهية النساء والكراهية على أساس الجِنس وكأنها جميعًا أمر طبيعي”.
في ألمانيا، اختار المحتجون على مشاريع وسياسات ترامب المثيرة للجدل التظاهر في العاصمة برلين قرب باب بْرانْدَنْبُرْغْ الشهير برمزيته التي تعود إلى عهد الصراع بين الشرق الاشتراكي والغرب الرأسمالي الفاصل بينهما آنذاك، وبين الألمان ذاتهم، الجدار الذي أُزيل في عام 1989م.
من هناك تقول كاتي بِيرِدِيتْ الأمريكية المقيمة في العاصمة الألمانية:
“طيّب.. أنا خائفة من إمكانية اختفاء الكثير من حقوقنا، وأخشى فعليًا على مصير الديمقراطية في بلدنا. لكن في الوقت ذاته، أنا متفائلة، لأن الكثير من الناس يقفون ويهبون مُشارِكين في هذه المظاهرات (ضد الانحرافات الممكنة)”.
العاصمة الفرنسية باريس لم تتخلَّف عن الموعد حيث خرج الآلاف للتعبير عن استنكارهم لتصريحات الرئيس الأمريكي الجديد ومشاريعه التي يعتبرونها عنصرية وداعية للحقد والكراهية بين البشر على أُسس عرقية وعقائدية وثقافية.
ساحة تروكاديرو القريبة من برج آيْفل اختيرتْ من طرف المحتجين من كل حدب وصوب منبرًا لرفض مثل هذه الانزلاقات الممكنة التي بدأت شفوية وقد توضع حيز التنفيذ، إذا أُخِذتْ أقوال ترامب مأخذ الجد، وإذا لم تجد مَن يقف في وجهها.