أنطونيو غوتيريش يتسلم الأمانة العامة للأمم المتحدة خلفا لبان كيمون بميراث ثقيل من الملفات الصعبة التي تحتاج إلى قرارات جدية من الأمم المتحدة لحلها.
هذا المنصب يتطلب اليوم أكثر من أي وقت مضى، شخصية قادرة على اتخاذ القرار المسؤول والإدارة الفعالة لأن المرحلة تحمل أزمات عميقة طال أجلها.
الحرب الأهلية في سوريا وتأثيراتها على باقي العالم وتصاعد التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب والإرهاب الذي يتوسع في مختلف مناطق العالم ومأساة اللاجئين وموجة الهجرة من أفريقيا وآسيا إلى أوروبا، استشراء الفقر في إفريقيا والمشكلات البيئية التي تهدد مستقبل الإنسانية.
في مواجهة هذه التحديات ننتظر من الأمم المتحدة اتخاذ حلول عملية.
لكننا غالبا ما نصاب بالخيبة ولا نشهد القرارات المأمولة.
لكن في مواجهة هذه التحديات، هل يمكن أن يكون غوتيريش هو المنقذ؟
بالنسبة للكثيرين، إنه على الطريق الصحيح.
محلل في الشؤون الدولية – جورج جوزيف كاريتاس
أعتقد أنه سيكون أكثر إخلاصا لأن لديه معرفة أعمق بهذه القضايا وتعقيدات الواقع السياسي الدولي، قد يستطيع قيادة المجتمع الدولي للمساهمة الفعالة بشكل أكثر من اتباع الخطابة السياسية، بوضع الفقراء والمهاجرين في مركز الاهتمام وإيجاد الحلول لمشكلاتهم”.
منذ لحظة تعيينه، رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق ومفوض اللاجئين في الأمم المتحدة للسنوات العشر الأخيرة، حاز على إجماع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. تصريحاته الأولى تظهر أن الأمم المتحدة على أبواب مرحلة جديدة.
الأمين العام للأمم المتحدة – أنطونيو غوتيريش، يقول:
“بنظرة شاملة على حقوق الإنسان وبنظرة جدية على القيم التي تمثلها هذه الحقوق ، أنا على قناعة بإمكانية منع التوجهات نحو التدمير التي نشهدها عبر العالم”.
لكن هناك من لا يثق حتى النهاية بإمكانية هذا الرجل على النجاح في التصدي للمهمات التي تواجهها المنظمة الدولية.
هناك مخاطر كبيرة في أن تعطل الدول دائمة العضوية الجهود المرتقبة وتمكلي عليه سياستها.
إذ أن أمين عام الأمم المتحدة لا يملك هامشا كافيا للمناورة.
دور الأمين العام يبقى مهما، وقد يترتب عليه اتباع أسلوب سابقيه بطرس غالي وكوفي أنان، والعمل باستقلالية ما أمكن من أجل تحقيق نتائج مرضية في المواضيع الحساسة.