في صباح السادس والعشرين من نيسان/أبريل من العام 1986، كان المفاعل رقم 4 في محطة تشرنوبل النووية في أوكرانيا التي كانت حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق قد تعرض لخلل أثناء إجراء اختبار لأنظمته مما أدى إلى سلسلة انفجارات وانطلاق آلاف الأطنان من المواد المشعة في الهواء. الكارثة راح ضحيتها ما لا يقل عن 31 قتيلا من العاملين،كما تسبب في مقتل آخرين بسبب تبعات الكارثة،بفعل الأمراض و التلوث الذي أفرزه الإشعاع .
لكن الاعتراف بالكارثة النووية،أفصح عنها في الرابع من أيار/مايو الزعيم السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف.
عقب حدوث كارثة تشرنوبل أعلنت السلطات الأوكرانية المنطقة التي تشمل مدينة بريبيات منطقة منكوبة، وأقامت طوقا حولها لمسافة قطرها ثلاثون كيلومترا من مكان المفاعل، وأجلت أكثر من مائة ألف شخص من مساكنهم .
كما شملت الإجراءات التي نفذتها حكومة كييف دفن وتغليف المفاعل المعطوب بالخرسانة المسلحة، لمنع تسرب المزيد من الإشعاعات، غير أن هذا الغلاف تعرض في السنوات الأخيرة لتشققات. بعد مرور سنوات،وفي أغسطس من العام 2010،بدأت المجموعة التجارية الاستثمارية الفرنسية،نوفاركا، بأعمال بناء تطمح إلى حصر المواد المشعة ضمن حيز معين،وذلك من أجل حماية عمال الموقع في حال حدثت مصائب نتيجة التغيرات الجوية.
ويقول دافيد ريسكولي، وهو مدير قسم السلامة و الأمن في نوفاركا: “القوس المرتفع،سيكون بمثابة مجال آمن في ما يتعلق بالمفاعل رقم 4،ومن المقرر أن يستمر عمله حتى قرن فهو مصمم إذن ليظل 100 عام،وهذا من شأنه أن يكون فرصة لأوكرانيا لتفكيك المفاعل رقم 4الموقع مؤمنا وللأبد “. جدير أن المجتمع الدولي قدم أكثر من ملياري دولار لتطهير ومنع انتشار التلوث في منطقة تشرنوبل، بحسب بيان للمفوضية الأوروبية، التي ساهمت بحوالي 730 مليون يورو من هذه المخصصات.