قبل خمسة أيام من الانتخابات اليمين التميهيدية التي تشهد تنافس نيكولا ساركوزي مع غيره من المتنافسين لاختيار مرشح لليمين الفرنسي في الانتخابات الرئاسية العام المقبل،يبدو نيكولا ساركوزي في وضع عصيب للغاية،بعد أن سلطت الأضواء مجددا على علاقة نيكولا ساركوزي بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حيث اعترف رجل الأعمال زياد تقي الدين في مقابلة مع موقع “ميديابارت بتسليم ساركوزي ثلاث حقائب مليئة بالأوراق النقدية مرسلة من القذافي لاستخدامها في الحملة الانتخابية الرئاسية الأولى للعام 2007.
“أغادر السيارة ومعي حقيبة توجهت بعدها من خلال الباب الرئيسي. ثم قدمت نفسي بإعطاء اسمي، كنت أدري أن شخصا ما بانتظاري، فدخلت مباشرة، فتم اصطحابي صوب السيد غيان”. – “هذه المرة تم اصطحابي مباشرة إلى الطابق الأول
هل التقيت بساركوزي؟ – نعم شخصيا.
هل وضعت الحقيبة؟
-نعم،وضعتها.
هل شاهدك السيد ساركوزي حين وضعتها؟
-بطبيعة الحال.
كان رجل الأعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين يلعب دور الوسيط، فقام بثلاث رحلات من طرابلس إلى باريس في أواخر 2006 ومطلع 2007 سلم خلالها 3 حقائب: اثنتين إلى مدير مكتب ساركوزي السابق،والثالثة إلى ساركوزي نفسه. زياد تقي الدين أضاف أنه كان يحمل في كل مرة حقيبة تحتوي على ما بين 1,5 و2 مليون يورو بأوراق نقدية من فئة 200 و500 يورو.
قمنا بالاتصال بزميلنا الصحفي بميديا بار،فابريس آرفي،ليعبر لنا عن وجهة نظره بشأن هذه الفضائح.
“أعتقد أن شهادات زياد تقي الدين تعتبر حدث مهما في الملف، من وجهة نظر قانونية،وفي واقع الأمر فإن التحريات لا تزال متواصلة،كما أن القضية المنوطة بالتحقيق القضائي قد تم فتح ملفها في العام 2013، وبعد ثلاث سنوات انطلقنا من لا شيء في الوقت الذي تراكمت فيه الملفات لدى العدالة، منها شهادات ووثائق معتبرة جدا،في حقيقة الأمر،فإن ما نحن بصدد اكتشافه و توثيقه إنما هوقصة فساد تتجلى حقا في الفضيحة المتعلقة بالتمويل الليبي،والتي تعد من أكبر القضايا الخطيرة التي عرفتها الجمهوية الخامسة”
وظهرت المزاعم ضد ساركوزي أول مرة في آذار/مارس 2011 عندما كان القادة الفرنسيون يدفعون باتجاه التدخل العسكري في ليبيا الذي أدى إلى الإطاحة بالقذافي.وبعد ذلك بعام وفيما كان ساركوزي يقوم بحملة للفوز بولاية ثانية، نشر موقع “ميديابارت” وثيقة وقعها رئيس الاستخبارات الليبية السابق موسى كوسا تشير إلى الموافقة على منح 50 مليون يورو لحملة ساركوزي.
وأكد نجل القذافي في حديث مع قناة “يورونيوز” يوم الأربعاء 16 مارس/آذار أنه مستعد لتقديم الأدلة حول الحسابات البنكية والوثائق والتحويلات لإثبات عملية تمويل حملة ساركوزي. وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية، يبدو رهان هذا الاقتراع التمهيدي أساسيا. فاستطلاعات الرأي تتوقع أن ساركوزي سيهزم في الدورة الأولى أمام جوبيه الذي يقدم نفسه على أنه أفضل شخصية يمكنها جمع أصوات اليمين المعتدل والوسط وأولئك الذين خاب أملهم من الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند.