الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشارك في مراسم تدشين تمثال الأمير فلاديمير، الذي يعدّ أول حاكم اعتنق المسيحية في الدولة الروسية القديمة. الاحتفالات جرت في ساحة بوروفيتسكايا وسط العاصمة الروسية موسكو، وقد حضر إلى جانب الرئيس بوتين راعي الكنيسة الروسية وبطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل ورئيس الوزراء دميتري مدفيديف وعدد من المسؤولين. الرئيس الروسي أشار في كلمة ألقاها إلى أنّ الأمير فلاديمير وضع أسسا للقيم الأخلاقية التي لا تزال تحدد منهج حياة الشعب الروسي حتى الآن، داعيا إلى مواجهة الأخطار والتحديات المعاصرة اعتمادا على تقاليد الوحدة والوفاق التي لا تقدر بثمن“، بوتين أضاف: “ علينا أن نمضي قدما وأن نضمن استمرار تاريخنا الطويل، أضاف بوتين.
ومن اللافت أن تمثال “الأمير فلاديمير” الذي أمر بتعميد روسيا في العام تسعمائة وثمانية وثمانين، سيصبح الأول من نوعه في موسكو، إذ يقع أشهر تمثال لمعمد روسيا في مدينة كييف عاصمة أوكرانيا حاليا، حيث كان هناك كرسي الأمراء المعظمين في روسيا القديمة. هذه المراسم استقطبت آلاف المؤيدين لسياسة الرئيس بوتين الذين تظاهروا بكثافة في العاصمة الروسية.
مظاهرة موازية نظمتها مجموعات قومية انتقدت بشدة سياسة الكريملن وخاصة على الصعيد الخارجي على خلفية مشاركة روسيا في نزاعات دولية كانزاع في شرق أوكرانيا وسوريا، يوري غورسكي أحد القوميين قال: “بالنسبة لقومي روسي العدو موجود في الداخل على شكل بيروقراطية ونخب سياسية تجمعت حول بوتين بفضل الحروب في سوريا وشرق أوكرانيا”.
يذكر أن روسيا تحتفل منذ العام ألفين وخمسة بعيد الوحدة الشعبية لإحياء ذكرى تحرير روسيا من الغزاة الأجانب في مطلع القرن السابع عشر وانتهاء ما يعرف في تاريخ روسيا بفترة “الفوضى”. وانتهت هذه الفترة بانتخاب ميخائيل رومانوف قيصرا جديدا، ليؤسس سلالة آل رومانوف التي حكمت روسيا حتى العام سبعة عشر من القرن الماضي. وحل العيد الجديد محل الاحتفال بذكرى ثورة تشرين الأول-أكتوبر عام ألف وتسعمائة وسبعة عشر، التي كان يحتفل بها كل عام يوم السابع من تشرين الثاني-نوفمبر، والتي كانت تعتبر أهم الأعياد الوطنية في الاتحاد السوفيتي سابقا.