لحقت شركتا رويال داتش شل وبي.بي بأقرانهما في الإعلان عن أرباح تفوق التوقعات عبر مواصلة خفض أكبر للإنفاق لمواجهة تراجع أسعار النفط حاليا، وذلك للعام الثالث. وارتفعت أسهم شل بنحو ثلاثة في المائة مع إعلانها عن أرباح فصلية مرتفعة مقارنة مع منافستها اللدود إكسون موبيل الأميركية، أكبر شركة مدرجة بالبورصة في العالم من حيث إنتاج الخام. وتأمل شل البريطانية-الهولندية في التفوق على إكسون على مدى السنوات القليلة المقبلة بعيد الاستحواذ على منافستها بي.جي مقابل أربعة وخمسين مليار دولار في وقت سابق هذا العام. وعلى النقيض من ذلك انخفض سهم بريتش بيتروليوم بنسبة ثلاثة في المائة في الوقت الذي قال فيه بعض المحللين إن نتائج الشركة حصلت على الدعم من قبل أرباح غير متكررة للضرائب مما يعني أن أرباح الشركة على الأجل الطويل وقدرتها على توزيع أرباح نقدية قد تظل في خطر.
بريتش بيتروليوم سجلت انخفاضا بمقدار النصف تقريبا في أرباحها عن الربع الثالث كما قلصت خطتها الاستثمارية بواقع مليار دولار إضافية في ألفين وستة عشر بينما شهدت شل زيادة بواقع ثمانية عشر في المائة في أرباحها وخفضت إنفاقها الاستثماري للعام المقبل إلى الحد الأدنى للتوقعات. وتواجه شركة النفط البريطانية-الهولندية الكبرى ضغوطا من المساهمين لخفض الإنفاق السنوي لضمان الحفاظ على توزيعاتها النقدية في ضوء تباطؤ التعافي في أسعار النفط.
للتذكير سجلت كبرى شركات إنتاج النفط والغاز العالمية بما في ذلك إكسون وشيفرون انخفاضا كبيرا في نتائج أعمالهم الفصلية المعلنة الأسبوع الماضي بسبب انخفاض أسعار النفط من جهة وضعف هوامش التكرير من جهة أخرى، ولكن في الوقت نفسه تكيفت الشركات مع البيئة الجديدة حيث فاقت أرباح إكسون وشيفرون جميع التوقعات. وخفضت شركات النفط الإنفاق وألغت مشاريع جديدة واستغنت عن عشرات الآلاف من الوظائف وأعادت التفاوض على عقود التوريد ورفعت الاقتراض من أجل التكيف مع انخفاض يفوق النصف في أسعار النفط منذ يونيو-حزيران ألفين وأربعة عشر.