"مولاي، هذه الرسالة التي سأحملها في قلبي من المحتمل الا تقرأها أبدًا، لأنني أكتب لمستقبل اتمنى ان لا يتحقق ابدا. هذا ما أرجوه. إذا لم تتحقق رغبتي وقرأتم هذه الرسالة فهذا يعني أنكم فرطتم بي.
يا مولاي، يا سلطان العالم، يا أبي، بما أنكم تقرأون هذه السطور فهذا يعني أنكم نزعتم قلبكم ورميتموه، أما أنا فقد رحلت من هذه الدنيا الكاذبة.
اعلم أنكم لطختم يدكم بالدم، وبأنكم قبضتم روحًا بريئة، مع أننا تعاهدنا وأقسمت لكم أني لن أتمرد عليكم، وأنكم لم تفرطوا بي. أنا وفيت بوعدي ولم اتمرد عليك !
بحق ولدي الوحيد محمد، وبحق ابنتي نرجس شاه، لم أخنك يومًا إطلاقًا، لكن أنتم نكستم وعودكم وفعلتم ما قلتم أنكم لن تفعلوه .
اليوم أترك لكم هذه الدنيا الظالمة التي فرط فيها أب بابنه، لأنني بدل أن أعيش في هذه الدنيا الفانية كظالم قتل والده الذي يحب من أجل السلطة والجاه، أفضل الموت مظلومًا يا أبي.
ربما لن يكتب اسمي في صفحات التاريخ الذهبية مثل اسمكم، لن يتكلموا في المستقبل عن انتصاراتي، لن يكون لي عرشٌ احكم به العالم، وعلى الأغلب سيكتبون أنني أمير متمرد وخائن.. فليكن ذلك، ليكتبوا، وليخفوا ما يعلم الله عن عباده. بعد سنوات أو ربما بعد عصور سيأتي يوم تقصُّ فيه حكايات المظلومين.. أحدهم سيروي حكايتي.. البعض سيسمعون وسيعرفون الحقيقة، وفي ذلك اليوم يكون حق المظلوم قد عاد إلى صاحبه"