هل انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، يعني نهاية حلف شمال الأطلسي؟

2016-10-28 1

اليوم، مشهد يبدو سلمياً، لكنه كان وعلى مدى حوالي 40 عاما، خلال ذروة الحرب الباردة، ساحة لمعركة محتملة لحرب عالمية ثالثة، انه مشهد فجوة فولدا .

ريكاردا شتاينباخ مديرة النصب التذكاري الذي وضع في هذه النقطة العسكرية السابقة للمراقبة والتي تسمى “نقطة ألفا“، تقول:“هنا، إننا في أهم نقطة من التاريخ الألماني، من التاريخ الأوروبي. أترين هذا البرج؟ هنا تمركزت قوات الحدود العسكرية لألمانيا الشرقية.

الحدود كانت من هنا لغاية البرج الأبيض. اذاً، كان يمكن رؤيته من هنا، وجها لوجه: بين قوات حلف الناتو ووارسو مترين فقط، هنا في هذه النقطة “.

الخوف الرئيسي كان من غزو القوات السوفيتية لالمانيا الغربية ورد قوات حلف شمال الاطلسي التي يبلغ عددها نحو 400 ألف عسكري.
التهديد الأكبر كان استخدام الأسلحة النووية التي كانت ستدمر ليس ألمانيا فحسب، بل أوروبا الغربية باكملها. هذا لم يحدث أبدا.
لكن بعد 27 عاما تقريباً على انهيار الستار الحديدي، هذا النصب التذكاري يذكر بالوجود الأمريكي آنذاك، الشعور بالإرتياح من جيش الولايات المتحدة المستعد للدفاع عن أوروبا.

رينات شتيبر كانت ضابطة في الشؤون العامة مع القوات الامريكية لمدة 24 عاما.آنذاك، كانت تاتي إلى هنا يومياً.

فاليري زابرسكي، يورونويز، سالتها:” بماذا يذكرك المجيء إلى هنا؟”

رينات شتيبر، أجابت قائلة:“هذا يذكرني بواجب الجنود الأمريكيين هنا، في البرج مثلاً، كانوا يراقبون المنطقة لأربع وعشرين ساعة، انهم ساهموا بجلب السلام والحرية لنا. طالما كانوا هنا، الشعب الغربي كان يستطيع أن يغمض عينيه في الليل.”

الآن العالم لا يستطيع أن يُغْمِضَ عينيه لأنه ينظر إلى دونالد ترامب الرجل الذي قال علناً: أوربا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لضمان أمنها.

دونالد ترامب:” سأعود مطولاً للتحدث عن منظمة حلف شمال الأطلسي عن حقيقة أن العديد من الدول لا تتحمل المسؤولية. أننا نتولى حمايتها أنها تحصل على كل أنواع الحماية العسكرية على حساب الولايات المتحدة. على حسابكم. أرفض هذا. إما أن تدفع حصتها، بما في ذلك العجز السابق أو تخرج. وإذا كان لا بد من تفكيك حلف شمال الأطلسي، فليتفكك. “

بالنسبة لترامب، حان وقت الثأر. آن الأوان لتدفع أوربا جميع السنوات التي وقفت فيها الولايات المتحدة بجانب أوروبا خلال الحرب الباردة.
وفقاً لترامب أربع دول فقط من أصل ثمان وعشرين 28 دولة عضو في حلف الناتو تدفع الاثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للدفاع. لكن ما رأي الأوربيين بهذا الموضوع؟ وعنه؟

فاليري زابرسكي، يورونيوز:“هنا في برلين، كمعظم أنحاء أوروبا، أن يكون ترامب الرئيس المقبل للولايات المتحدة، فكرة تبدو سريالية تقريبا، كأنها طرفة كبيرة. لكن لا أحد يريد أن يضحك”.

خاصة حين يقول ترامب إنه مستعد لتفكيك حلف شمال الأطلسي والذي كان أساس التحالف الأطلسي منذ العام 1949.
الصحفية الايرلندية جودي ديمبسي كانت تغطي الأحداث المتعلقة بحلف شمال الاطلسي والقضايا الأمنية والسياسة الخارجية الأوروبية خلال وبعد الحرب الباردة.

جودي ديمبسي، باحثة بمؤسسة كارنيجي، تقول:تعليقات ترامب حول حلفاء الناتو وخاصة حول الأوروبيين حول ضرورة دفع التكاليف، أمر مُبرر. لكن، بصراحة، الأمر ليس جديداً. كل الإدارات الأميركية المتعاقبة قالت الشيء نفسه. في الواقع، منذ ضم شبه جزيرة القرم لروسيا، والوضع في شرق أوكرانيا، الأوروبييون يبذلون جهداً أكبر. أما بالنسبة لمنظمة حلف شمال الأطلسي، ما الذي
يمكن أن يفعل الأميركيون بحلفائهم؟ ماذا سيفعلون بحلف شمال الاطلسي الذي يرى ا