لم يكن نجيب الريحاني مجرد فنان مسرحي او سينمائي كوميدي يقدم الترفيه ولكن من خلال الكوميديا التي يكتبها مع صديقه بديع خيري ويقوم بأدائها كان يشخص أمراض المجتمع المصري في عصره فنراه دائما في رواياته لابد وان يخصص مشاهد لألعايب فسدة الموظفين والمزورين كما في رواية ابو حلموس او سي عمر ونراه يشير الا سوء احوال العامل المعيشية كما في سلامة في خير ونراه يشير الا تردي اوضاع المعلم الذي كان يأخذ راتب اقل من راتب خادم كلب الباشا وايضا يشير الى قضية عدم وجود نقابة او تأمين او معاش للمعلمين قبل ثورة يوليو فبقرار شفوي يتم طرده من المدرسه الأهلية من داخل الفصل , وبالاضافة الى الجانب السياسي كان يشخص الأمراض الإجتماعيه في عصرة كما في فيلم احمر شفايف , كل هذه مجرد نماذج على سبيل المثال لا الحصر , وان من الغريب ان نرى بعد أكثر من سبعين عاما ان نفس الأمراض ونفس الفساد مازال موجودا بشكل متطابق كما في هذا المشهد الذي معنا الأن ففساد الصغار يحدث تحت رعاية الكبار الأكثر فسادا
وعلى ما يبدوا ان فيروس افساد وانعدام الضمير لا يفرق في مصر بين عهد ملكي او جمهوري , فالأفة الكبرى ان من بيننا من يرى الأمانة والمال العام مغنما