تتواصل عملية تبادل الأسرى بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا. العملية انطلقت الجمعة في إطار اتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات السلام في مينسك الأسبوع الجاري. وكان الجانبان قد تبادلا الجمعة مئات الأسرى في عملية بدأت بمجموعات تضم كل منها عشرة معتقلين بالقرب من مدينة كوستيانتينيفكا، التي تبعد بحوالي خمسة واربعين كيلومترا شمال دونيتسك معقل المتمردين الانفصاليين.
العملية شملت حوالي مائتين وإثنين وعشرين متمردا من رجال ونساء، ومائة وستة واربعين جنديا أوكرانيا. وأشرف عدد من ممثلي منظمة الامن والتعاون في أوربا على العملية التي جرت في الظلام بإستثناء أوار بعض السيارات. الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو كان حاضرا وقال بهذه المناسبة: “كرئيس وكمواطن عادي أنا سعيد جداً، وكما وعدت سوف نتمكن من الاحتفال بالعام الجديد إلى جانب العائلات والأصدقاء في الجيش. هذا ما كنت أنتظره وكنا ننتظره منذ مدة طويلة. شكرا”.
وعملية تبادل الأسرى الواسعة هذه كانت النتيجة الوحيدة التي تمّ التوصل اليها خلال مفاوضات الأربعاء بين مجموعة الاتصال، التي تضم منظمة الأمن والتعاون في أوربا وممثلين عن أوكرانيا وروسيا والانفصاليين الموالين لموسكو.
ويطالب المتمردون خصوصا بإستئناف تمويل المناطق الخاضعة لهم الذي قطعته كييف في منتصف تشرين الثاني-نوفمبر وبوضع خاص يمنح مزيدا من الحكم الذاتي لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وهذا الوضع مقرر في الاتفاقات التي وقعت في مينسك في أيلول-سبتمبر. ولكن كييف والغربيين يتهمون المتمردين بتخريب هذه الاتفاقات عبر تنظيمهم مطلع تشرين الثاني-نوفمبر انتخابات دانتها الأسرة الدولية وطلبت السلطات الأوكرانية الغاءها.
وكانت المفاوضات قد بدأت في أيلول-سبتمبر في مينسك لانهاء النزاع الذي أدى إلى سقوط أربعة آلاف وسبعمائة قتيل خلال ثمانية أشهر. ويتبادل الجانبان الاتهامات بتقويض عملية السلام. وقال رئيس “جمهورية” دونيتسك المعلنة من جانب واحد الكسندر زخاراتشنكو إنّ كييف تسعى “إلى افشال مفاوضات السلام” وتستعد “لهجوم واسع” على المنطقة التي يسيطر عليها الانفصاليون.