رومانيا: التحول من الذهب الأسود إلى الذهب الأخضر؟

2014-12-05 82

في رومانيا، في مقر شركة OMV بتروم في بوخارست. في العام 2012، المستكشفون فيها اكتشفوا الغاز الطبيعي في المياه العميقة قبالة الشواطئ الرومانية في البحر الأسود.

هذا الصيف، تم إكتشاف النفط الخام ايضاً في الشواطئ الأقرب، انه أكبر اكتشاف للنفط في رومانيا منذ عشر سنوات. إستغلال هذا الذهب الأسود قد يعيد رسم خريطة الطاقة في أوروبا. ماريانا جورجي الرئيسة التنفيذية للشركة تؤكد هذا:
“ انه اكتشاف جديد، هنا لدي عينة من النفط الخام المستخرج من حقل Marina-1 مارينا-1 ، هناك ثقة بمكامن البحر الأسود بالنسبة لأوربا. بالإضافة لهذا نأمل أنه من خلال اكتشاف وتطوير الغاز في البحر الأسود، رومانيا ستصبح مستقلة من واردات الغاز في المنطقة.
وأكثر من هذا، إن أثبتت الاكتشافات أن الكميات ستكون أكبر فهذا قد يؤدي إلى تغطية بعض الإحتياجات الأوروبية أيضا “.

للذهاب إلى الموقع كان لا بد لفريق عمل يورونيوز من الحصول على تدريبات على طائرات هوائية خاصة تحت الماء لسببين هما: الظروف المناخية الصعبة
في البحر الأسود والتوترات في أوكرانيا المجاورة.

أوكرانيا ، هي أيضا كانت تأمل إكتشاف مكامن جديدة من النفط والغاز قبالة الساحل ...
لكن ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا وضع حداً لهذا الحلم.

خلال ساعات طويلة، فريقنا تدرب على الإجراءت الواجب إتخاذها للخروج من طائرة مروحية تحطمت.

فالنتين غروسو، مدرس أول في مركز التدريب توزلا، يقول :
“ عليكم الإستعداد جسديا ونفسياً. عليكم أن تعرفوا ما الذي يجب القيام به للخروج من طائرة هوائية تحطمت وسقطت تحت الماء . هذا الإستعداد انقاذ لكم.”
واخيراً تمكنت المروحية من الإقلاع إلى المنصة المركزية بعد إنتظار أيام بسبب الضباب الكثيف. اننا من بين اول زائري الموقع.
الشتاء يقترب، سرعة الرياح قد تصل إلى 160 كيلومترا في الساعة.

رومانيا تنتج معظم احتياجاتها من الغاز الطبيعي وتستورد أقل من عشرين في المئة من روسيا . لكن بسبب تزايد انعدام الثقة في السياسة الروسية هذه
الإكتشافات الجديدة اصبحت حيوية بالنسبة للطاقة.

غابرييل سيليشي، عضو مجلس الإدارة التنفيذي، OMV بتروم، يقول:
“منذ عشر سنوات نحاول وضع رومانيا على خريطة النفط. الآن، بفضل التقنيات الجديدة، نرى مستقبلاً أكثر إشراقاً. بإمكاننا أن نحول هذه المنطقة من البحر الأسود إلى مصدر للطاقة الهيدروكربونية لأوروبا.”

بعيدا عن الشاطئ ، الإستكشافات مستمرة. لكن انخفاض مستوى أسعار أوبك قد يؤخر قرار الاستفادة من احتياطيات الغاز خاصة في اعماق المياه.
الحياة صعبة على هذا الموقع، مائة وعشرون 120 موظفاً يعملون هنا لمدة إثنتي عشرة ساعة في اليوم لثلاثة أسابيع.

ستيفان دانيال كونستانتينسكو، مدير العمليات في OMV بتروم، يقول:
“ في الشتاء العواصف قوية والرياح عاتية. احياناً من الصعب علينا الوصول إلى بعض المناطق لأن الأمر يستوجب التسلق والتشبث، هناك خطر السقوط بسبب الرياح.”

نغادر البحر الأسود ونتوجه الى بوخارست لنلتقي بخبير روماني معروف في الجغرافيا السياسية، بالنسبة إلى سيلفيو ناكوت، بإمكان رومانيا أن
تصبح المركز الرئيسي للطاقة في الإتحاد الأوروبي، ومفترق طرق في المستقبل لنقل النفط والغاز. لكن هناك عقبة هي روسيا.
سيلفيو ناكوت ، نائب رئيس مؤسسة جامعة البحر الأسود، يقول :
“العمل العدواني لروسيا هو السيطرة على الطاقة في منطقة البحر الأسود ... أعتقد أنه على الاتحاد الأوروبي أن يتصرف ككتلة إقليمية موحدة، هذا هو الحل ، ولا يوجد حل آخر “.

بسبب التوتر بين الغرب بخصوص أوكرانيا، روسيا ألغت المشروع المتعلق بعبور البحر الأسود مع خط أنابيب الغاز ساوث ستريم. بروكسل قالت إن المشروع لا يتماشى مع قانون الاتحاد الأوروبي.
لتعزيز أمن الإمدادات لاوروبا الوسطى والشرقية، الاتحاد الأوروبي يؤيد مسار خط أنابيب بديل.
علاوة على ذلك، أوروبا تريد زيادة قدرات نقل الغاز المسال عبر البحر الأسود.

على رومانيا أن تطور خط أنابيب الغاز مع بلغاريا والمجر ومولدوفا. المفوضية الأوروبية تؤكد على ضرورة الحصول على نظام ثنائي التدفق لحماية أوربا من التقلبات الروسية.. فان أغلقت روسيا صنبور الغاز، هل ستضطر رومانيا إلى التدخل لمساعدة الدول المجاورة؟ الجواب مع رئيس الوكالة الوطنية للثروة
المعدنية، جورجي دوتو:
“بالتأكيد، في حالة الطوارئ، بالإمكان نقل كمية صغيرة من الغاز الطبيعي عن طريق التدفق العكسي ، لكن ليس بكميات كبيرة. شبكة ترابط الأنابيب للتدفق العكسي غير جاهزة اليوم ... اننا بحاجة إلى إعادة تشكيل النظام بأكمله! “

رومانيا هي أول دولة في أوروبا عثر فيها على النفط الخام واستغل على نطاق واسع: حفر الآبار للأغراض التجارية بدأ في العام 1857. 90٪ من آبار النفط الخام في رومانيا هي في “حالة ناضجة”. الإنتاج إنخفض عشرة في المئة سنويا. الاحتياطيات البالغة 700 مليون
برميل ستستمر لعشر سنوات إضافية وبالإمكان إطالتها باستخدام التقنيات الجديدة، كحقن البخار.
فاسيلي ستويكا عمل 30 عاما في الصناعة النفطية، سعيد بهذه التقنيات لتطوير حياة إستغلال حقول النفط:
“ استغلال الموارد بدأ هنا في منطقة موريني بين عامي 1900 و 1905. الإنتاج ينخفض بشكل طبيعي بسبب إنخفاض الضغط . لكننا أدخلنا تقنيات جديدة للحفاظ على الضغط عند مستوى معين، وبالتالي لزيادة حياة احتياطي الخام وإستخراج ما تبقى من النفط “.

هناك وسيلة بديلة أخرى لتأمين الاستقلال في مجال الطاقة في البلاد وهي استخدام طاقة أقل. رومانيا تعمل على هذا بشكل مكثف: في العاصمة بوخارست، هناك برنامج كبير للعمل على تحديث نظام العزل في البنايات القديمة بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

روبرت نيغويتا ، عمدة الدائرة الثالثة- بوخارست، يقول:
“تخفيض استهلاك الطاقة، سيتراجع إلى النصف في أقل تقدير، ثانياً، المظهر الخارجي للمباني سيغير المدينة حقاً، وثالثا، الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. أنا سعيد جدا وفخور بهذا. “

Free Traffic Exchange