بعد مضي ربع قرن على سقوط جدار برلين، تختلط رؤى الناس إزاء منظر الاشتراكية كارل ماركس، الذي ما تزال تماثيله تؤثث فضاءات عامة ومؤسسات هنا في العاصمة الألمانية برلين، ومنها جامعة هامبولت.
انقضت خمسة وعشرون سنة على سقوط الجدار ومع ذلك ما تزال عبارات ماركس منقوشة على جدران جامعة هومبولت، رغم التوقف عن تدريس الماركسية اللينينية، من بين تلك العبارات: لم يقم الفلاسفة سوى بتأويل العالم، والحال أنه ينبغي تغييره.
ولكنك في شوارع من الجزء الشرقي للمدينة ما زلت تجد شوارع تحمل اسم ماركس وتجد فيها تماثيل له أيضا.
كانت هذه المباني إلى جانب شارع كارل ماركس إحدى المشاريع الكبرى للنمط الاشتراكي، والشوارع الرئيسية خاصة كانت تستغل للاستعراضات العسكرية.
هذا الشارع لم يحمل اسم كارل ماركس سوى سنة احدى وستين، أي السنة التي تم خلالها إقامة الجدار. والسؤال هو إذا كان الناس يتذكرون ماركس هنا. ويقول رجل
“أنا من شرق البلاد والجميع يعرف ماركس”.
ويقول رجل آخر:
“جميع الأنظمة الاشتراكية في آسيا تغيرت ولم تعد تؤمن بالاشتراكية بعد الآن”.
وتقول امرأة:
“أذكر كتاب رأس المال والحقيقة، وهي من الكتب ذات القيمة الثابتة إلى حد الآن. لم يتوقف الناس عن السعي للربح المضاعف عندما كتب ذلك، ونحن نرى ما يجري في البنوك اليوم”.
لبرلين الغربية أيضا شارع باسم كارل ماركس وكان ذلك إثر الحرب العالمية الثانية، عندما كانت برلين في طور التقسيم عام سبعة وأربعين. واليوم أناس كثيرون لهم ذكرى مع كارل ماركس في هذا الجانب من المدينة. ويقول شاب ألماني مناهض للرأسمالية:
“ كلا، الماركسية كان لها حضور في الجانب الآخر من المدينة”.
ويقول رجل آخر:
“لم أقرأ له بطبيعة الحال، فمؤلفاته كانت تدرس كمادة بشكل منفصل في الشرق”.
من جانبه يقول موفد يورونيوز أولاف بورنز:
“بعد سقوط جدار برلين فإن الدولة التي ادعت أنها غيرت العالم وفق أفكار ماركس قد اختفت بدورها. وبعد ربع قرن يتساءل الفلاسفة والناس أيضا في برلين إذا كان العالم يحتاج تغييرا آخر”.