خلال محاولة تفريق مجموعة من الشباب المصلين المعتصمين في المسجد الأقصى، في القدس المحتلة، اندلعت اشتباكات بين الطرفين تَوَاجَهَتْ فيها الحجارة مع القنابل المسيلة للدموع صباح الأربعاء.
هذه الحوادث وقعتْ بالتزامن مع عزم مجموعة من اليهود دخول باحة الأقصى كانت خارج أسوار محيط المسجد تنتظرالضوء الأخضر من السلطات الإسرائيلية.
الفلسطينيون والمسلمون بشكل عام يخشون استغلال إسرائيل انشغال الدول العربية بمشاكلها واضطراباتها الداخلية لمواصلة تنفيذ مشاريع تهويد القدس ومقدساتها الإسلامية.
محمود الهباش مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الدينية يعلق عما يحدث قائلا:
“اليوم، لأول مرة منذ العام ألف وتسعمائة وسبعة وستين، جنود الاحتلال يقتحمون المسجد القبلي بأحذيتهم ويدوسون بأقدامهم زرابيه. استمرار هذه الاعتداءات والاقتحامات بحق المسجد الأقصى المبارك ينذر بتفجير حرب دينية”.
اليهود يعتبرون أن المسجد الأقصى بُني مكان الهيكل اليهودي الذي هدَّمه الإمبراطور الروماني تيتوس في العام السبعين الميلادي ويعملون على استرجاع هذه البقعة وبناء هيكل جديد محل المسجد الأقصى الذي شُيِّد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وهو ما يرفضه ويخشاه الفلسطينيون والمسلمون.
المملكة الأردنية التي تشرف على إدارة المقدسات الإسلامية في مدينة القدس، باعتراف إسرائيل بهذه المسؤولية وفق اتفاقية السلام لعام 1994م بين البلدين، استدعت سفيرها لدى تل أبيب احتجاجا على “الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة” في القدس.
كما قررت السلطة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن عاجلا لطرح ما وصفته بالتصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى.
يُذكَر أن إسرائيل تسمح عادةً لليهود بزيارة باحة المسجد الأقصى وفق شروط يجب احترامها، أهمها عدم الصلاة فيها، غير أن متطرفين يهود يستغلون هذه الزيارات، أحيانا برفقة السُّياح عبْر باب المغاربة، للدخول إلى المسجد الأقصى وممارسة طقوس دينية والتهديد بعزمهم بناء الهيكل اليهودي محل المسجد.