كادي أزوبا صاحبة جائزة أمير أستورياس: العنف الجنسي ضد النساء مسؤولية الجميع وعلى أوروبا تغيير نظرتها لأفريقيا

2014-11-05 316

شخصية يقترن إسمها بالكفاح ضد العنف تجاه المرأة، الفقر والتمييز، هي الجملة التي إستعملتها لجنة التحكيم الخاصة بجائزة أمير أستورياس في تقديم الصحفية الكونغولية كادي أدزوبا الحائزة على جائزة الوئام.
منذ سنوات أدزوبا تكافح ضد الإعتداءات الجنسية التي تُستعمل كوسيلة حرب في بلادها. أسلحتها الوحيدة ترددات إذاعة أوكابي ونشاطها في جمعية نساء وسائل الإعلام في جنوب كيفو وكذلك مشاريعها، مثل إمرأة في الحياة البرية.
أدزوبا تقترح إنشاء محكمة جنائية دولية مماثلة لتلك التي تم إستحداثها في رواندا لتوفير العدالة والإنصاف للنساء ضحايا العنف الجنسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

يورونيوز: مرحبا كادي
كادي أزوبا: أهلا ليير

يورونيوز: صحفية ومحامية، مشوارك المهني يتميز بإيجاد الحلول وتسوية القضايا المتعلقة بمكافحة العنف الجنسي ضد النساء. ماهي الذكرى التي تحتفظين بها من أول مقابلة أجريتها مع ضحية للعنف الجنسي؟

كادي أزوبا: لم أكن قادرة على إنهاء المقابلة، كانت المرة الأولى في عام 2000، وكنت في الميدان، التقيت إمرأة وكنت حريصة جدا لمعرفة ما حدث لها، وما تعرضت له. سلمتها الميكروفون، وجهت لي نظرة ولم تتحدث، حاولت مجددا وأخبرتها أن هذا أمر مهم جدا وأنها بحاجة للتكلم. نظرت إلي وقالت: هل أنت متأكدة أنك تريدين الإستماع؟ هل ستتحملين؟ قلت، أكيد. بعد دقيقتين من كلامها، نهضت وغادرت، لم أودعها حتى ولم اشكرها، بكل ببساطة غادرت، هربت.إنها أحداث كنت على علم بها، لكني لم يسبق لي الحديث مع ضحية، لذلك هربت.

يورونيوز: وكيف كان أثر هذه المقابلة عليك، هل غيرتك؟

كادي أزوبا: منذ تلك المقابلة وعدت نفسي ببذل كل ما بوسعي في سبيل هذه القضية بإستعمال العلاقات البسيطة التي كانت لدي، أردت تقديم المساعدة والمساهمة في تحسين حياة هذه الفئة من النساء. لم أكن أستطيع تقديم الكثير لأنه لم تكن لدي وسائل كبيرة، كان لدي الميكروفون للحديث، وإدانة هذا والإعلان عما تتعرض له النساء.

يورونيوز: ما هو المسار الذي يجب أن تسلكه الضحية للخروج من دوامة الإعتداء وتُغير نظرة المجتمع إليها؟

كادي ازوبا: أولا ستقوم بإستخدام الوقت. والوقت ليس يوما واحدا، ولا إثنين، ولا حتى شهر، وليس شهرين، وليس خمسة أشهر. ولسوء الحظ ليس عامين، للأسف الأمر يتعلق بعدة سنوات، خمس سنوات أو ست وقد يكون عشر سنوات. إنها حالة تدمير جسدي، تمزق، صدمة وتعذيب يجب إصلاحه، هذا أول شيء، الإصلاح البدني. بعد ذلك، فإنه يجب إزالة الصدمة، عن طريق العلاج النفسي والاجتماعي. وبعد ذلك، إذا كانت تستجيب بشكل جيد، فإنه يجب إتباع العلاج الجماعي، والعلاجات الأخرى في الحياة الاجتماعية كإعادة الإندماج الاجتماعي والاقتصادي. بعد ذلك عليك أن تعمل مع المحيطين بها لتكون مقبولة في المجتمع الذي يدينها، وأخيرا تأتي مرحلة الاندماج الاقتصادي لأنه هو أيضا مهم جدا، حيث غالبا ما تقع الضحية في فخ الفقر لأنها فقدت كل شيئ.

يورونيوز: هل من الممكن الشفاء التام دون عدالة؟

كادي أدزوبا: لا لسوء الحظ، لا يوجد علاج كامل بدون عدالة مادام الجناة في حرية. المسؤولون والمذنبون لم يُعاقبوا ويتجولون بكل حرية وهي صدمة للضحية. فعندما قد تلتقي بمن كان المسؤول عن مأساتها هي بمثابة صدمة لها ولنا جميعا، للمجتمع بأكمله.

يورونيوز: تعرضت لتهديدات لأنك تفضحين جرائم العنف الجنسي حتى وأنك كنت مجبرة على مغادرة بلدك بسبب هذه التهديدات. بماذا نشعر عندما نعيش ونعمل في ظل خوف دائم؟

كادي أدزوبا: هُددت لأنني تحديت هؤلاء الجناة والنظام. ولكن النساء ضحايا العنف الجنسي تحدوا من ؟ لا أحد. لم تفعلن شيئا ورغم هذا تعرضن لفظائع خطيرة لا يمكن تخيلها، وهذا ما يعطينا الشجاعة. هذا صحيح، نحن نخاف. صحيح أنه عندما تصلنا رسالة قصيرة تحمل تهديدات ويطلبون مني الكف عن هذا الكفاح وإلا ستم رمي برصاصتين في الرأس كنت أخاف. لكن من يريد قتلك لا يرسل لك رسالة نصية. بل سيقتلك مباشرة.

يورونيوز: من يملك مفتاح تثبيت السلام المستقر والدائم في جمهورية الكونغو الديمقراطية؟

كادي أدزوبا: الجميع، الجميع. السلام هو مسألة عالمية. السلام هي قضية تخص أولا المسؤولين بشكل مباشر لديهم مسؤولية حماية الشعب وهنا أقصد الحكومة الكونغولية. المسؤولية هي أيضا المجتمع المدني الكونغولي الذي يجب ان يواصل دعمه لهذه الحكومة وتمكينها من الإستمرار في مهامها بشكل أفضل. المسؤولية أيضا تقع على عاتق المنطقة، ومنطقة البحيرات الكبرى كذلك وجميع الدول المجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية إنهم مسؤولون بطريقة أو بأخرى عما يحدث في الكونغو. القارة الأفريقية والدول الأفريقية والإتحاد الإفريقي هم كذلك من ضمن قائمة المسؤولين وهم مطالبون بتحمل مسؤولياتهم وحل هذه المشاكل. المسؤولية تتعدى الحدود والمحيطات وتخص ما يسمى المجتمع الدولي.
الصراع الكونغولي كان في البداية صراعا اقتصاديا كما ورد في العديد من التقارير وكان سببه الشركات المتعددة الجنسيات التي مولت الجماعات المسلحة بشكل مباشر او غير مباشر، وهذا في سبيل تحقيق مصالحهم الإقتصادية، والنتيجة كانت مقتل ستة ملايين كونغولي كما خلف هذا الصراع خمسمائة الف إمرأة ضحية للعنف الجنسي. الجميع يتقاسم المسؤولية ويجب عليهم الإجابة عن هذه الأحداث، هذا هو العدل.

يورونيوز: تاريخ البلاد يتسم بالحرب ولكن أيضا النضال المستمر للمرأة من أجل السلام. ماذا يمكننا أن نتعلم من نضال المرأة الكونغولية هنا في أوروبا التي تكافئك اليوم بهذه الجائزة؟

كادي أدزوبا: أوروبا، في الواقع تعيش في حالة من السذاجة، إذا جاز لي أن أقول ذلك، وهذا نتيجة ما نقدمه لها من معلومات والتي تفيد أن: أفريقيا هي قارة الفقراء وأفريقيا هو العالم الثالث وأفريقيا هو الحرب وأفريقيا هو المرض، والإيبولا. نحن نجهل أن في أفريقيا رجال ونساء شجعان، رجال ونساء يمكنهم مواجهة العالم مواجهة الفظائع بلا خوف. ويتعين على أوروبا الآن تغيير طريقتها في رؤية الأشياء في أفريقيا. يتوجب على أوروبا أن تغير سياستها تجاه أفريقيا وهذا مهم جدا.

يورونيوز: شكرا ج

Free Traffic Exchange