الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في منتصف ولايته الثانية، يولي قضية الاحتباس الحراري اهمية كبيرة. يصفها بـ“قضية العصر الحاسمة”. ويعمل على جمع قادة العالم حول قضايا حساسة اخرى كالحروب والارهاب ومرض ايبولا...
بان كي مون، كوري جنوبي، ولد في 13 حزيران/يونيو 1944 في ايمسيونغ. عين اميناً عاماً للامم المتحدة عام 2007 خلفاً لكوفي عنان.
موفدة “يورونيوز” ايزابيل كوماري التقته عشية انعقاد القمة المخصصة للمناخ والجمعية العامة للامم المتحدة واجرت معه الحوار التالي:
يورونيوز: يبدو العالم مخيفاً اليوم. المحافظة على الامن والسلام هي من مهام الامم المتحدة. هل بدأت الامور تخرج عن السيطرة ؟
بان كي مون: “الامم المتحدة تتصدر محاربة هذه التحديات من بينها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، والارهاب وفيروس ايبولا في غرب افريقيا.. بالطبع كما هنالك قضايا اخرى في جنوب السودان وجمهورية افريقيا الوسطى وليبيا والصومال. يبدو وكأننا نعيش عالماً فيه ازمات متعددة لكن حين يتحد العالم يمكننا التعامل مع هذه الازمات. من المشجع ان العديد من قادة العالم سيشاركون بالجمعية العامة للامم المتحدة. انه الوقت المناسب الذي سيؤكدون فيه على زعامتهم. فوحدة الهدف امر بغاية الاهمية”.
يورونيوز: طلبنا من مشاهدينا حول العالم، وعبر موقعنا الالكتروني المشاركة في هذه المقابلة وحصلنا على مئات الاسئلة. وصلنا هذا السؤال من دومينيك غورا: هل يمكنك تحديد ماهية التهديد الاكبر في هذا الوقت؟
بان كي مون: “لهذه الجمعية العامة ثلاث اهم قضايا. اولها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذي يشكل تهديداً للانسانية باكملها. علينا ان نواجه هذا التهديد باتحاد وتضامن كبيرين. ثانياً لدينا التغير المناخي انه قضية العصر الحاسمة. علينا ان نعمل من اجل خفض الحرارة درجتين مئويتين. وان لم نتحرك اليوم سوف ندفع الثمن غالياً جداً. اما المسألة الثالثة فهي تفشي الايبولا في غرب افريقيا. انها المسائل الثلاث الاكثر اهمية والاكثر جدية والتي تتطلب اتخاذ اجراءات عاجلة وتعبئة شاملة للموارد وللارادة السياسة ولهذا السبب نجتمع اليوم هنا”.
يورونيوز: الرئيس الاميركي باراك اوباما قال إنه يمكن استخدام الجمعية العامة للامم المتحدة لجمع المزيد من مؤيدي محاربة الدولة الاسلامية. وقال إنه يريد ان يضعف هذه المجموعة ويقضي عليها. فهل تعتقد انه يمكنه القضاء على مثل هذا التنظيم؟
بان كي مون: “نحن بحاجة لتضافر الجهود ودعم صادق وتضامن لمعالجة ومواجهة هذا الارهاب، لذلك علينا حشد جميع الموارد. اقدر الرئيس باراك اوباما وقادة غرب اوروبا مثل فرنسا والمملكة المتحدة وكذلك استراليا الذين هم على استعداد لتوفير وسائلهم اضافة الى العديد من البلدان التي هي على استعداد للقيام بذلك ايضاً. والا فاني اخشى من هذا الارهاب ان ينتشر في كل انحاء العالم”.
يورونيوز: كدبلوماسي الدبلوماسيين، هل انت مستعد للتفاوض مع الدولة الاسلامية؟
بان كي مون: “اليوم، شاهدنا تصرفات بربرية ومأساوية غير مقبولة وسلوكاً لا يوصف لوحشيته كقطع الرؤوس. لذا علينا اولاً معالجة هذا الامر. علينا ان نظهر الارداة القوية للمجتمع الدولي الذي لا يسمح ابداً بهذا الارهاب”.
يورونيوز: حين تواجه مثل هذا التنظيم، الاستراتيجية تكون معقدة جداً. هل تشعر بالراحة حين ترى تحالفاً يقوم بضربات عسكرية في العراق بدون موافقة الامم المتحدة؟
بان كي مون: “في المبدأ الوسائل العسكرية ليست كل شيء. إن نظرت الى الازمة السورية المستمرة منذ اربع سنوات، انها مأساة. هذه الازمة السورية اوجدت ارضاً خصبة للارهاب ولتعميق جذوره فيها. انه وضع خطر جداً وننتظر من قادة العالم، في اي مكان كانوا، التواصل مع الشعب وان يحاولوا التركيز والاستماع اليه، الى تظلماته وتطلعاته وهذا هو التحدي”.
يورونيوز: لكن هل تدعم عمليات القصف في العراق التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا؟
بان كي مون: “لقد دعمت العمليات العسكرية الاميركية في العراق والتي جاءت بطلب من الحكومة العراقية. لقد اعلنت دعمي لها. بالطبع، تعلمين، نحتاج لتضامن كل البلدان التي تملك الامكانيات والارادة لمعالجة المسألة. لانها تهديد مشترك للبشرية”.
يورونيوز: ماذا عن سوريا؟ كيف يمكن ايجاد توافق مع سوريا؟ لان الاستراتيجية غير واضحة. التقيت سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي وقال إن سوريا وايران حليفتان طبيعيتان لروسيا على ارض المعركة. فهل توافقه الرأي؟
بان كي مون: “من المشجع رؤية تزايد الاجماع داخل المجتمع الدولي على معالجة هذا الارهاب بكل الطرق الممكنة”.
يورونيوز: هل سوريا وايران معنيتان؟
بان كي مون: “الدول الاعضاء في مجلس الامن تشارك بنشاط في المشاورات لمناقشة الخيارات ... الخيارات المختلفة في كيفية معالجة هذه المسألة من بينها كيف يمكن اتخاذ الاجراءات في سوريا”.
يورونيوز: لكن القرار يبدو مستحيلاً على مستوى مجلس الامن.
بان كي مون: “مجلس الامن برئاسة الرئيس اوباما سيعالج قضية هؤلاء المقاتلين الاجانب، وقضية الارهاب. آمل ان يتحد مجلس الامن ويجد حلاً جيداً لهذه القضية”.
يورونيوز: هل تعتقد ان الرئيس السوري بشار الاسد سيصبح حليفاً في القتال الدائر هناك؟
بان كي مون: “هذا الوضع الحالي ناتج عن الوضع في سوريا. وليس سبباً كما يريد ان يُفْهمَ العالم. عليه ان يقوم بما يجب لمكافحة الارهاب. ثم هناك تحالف يتنامى داخل المجتمع الدولي”.
يورونيوز: هل سيصبح جزءاً من هذا التحالف؟
بان كي مون: “علي ان اقول، إن ذلك يتوقف على نوعية الخيارات التي يتخذها”.
يورونيوز: قواعد الحرب تبدو غير اخلاقية، وكما قلت نشهد قطع رؤوس، كما نشهد ايضاً استهدافاً متزايداً للاولاد ليس فقط في العراق ولكن ايضاً في سوريا وايضاً مؤخراً في الصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين والذي سميتَه فضيحة اخلاقية. هل ان قواعد الحرب تغيرت فهل هذا هو اليوم وجه جديد للحرب ؟
بان كي مون: “هناك فضيحة اخلاقية، ولدينا شرعة حقوق الانسان، وهذا ليس لاننا لا نملك هذه الخطوط العريضة والمبادىء. لكن الناس لا ي