استفتاء الاستقلال في اسكتلندا قد تحسمه أصوات المترددين

2014-09-17 14

قبل ساعات من انطلاق التصويت في الاستفتاء حول استقلال اسكتلندا عن بريطانيا، التنافس على استقطاب أصوات الناخبين يَحتدم ويُركِّز على المترددين الذين تُشكل النساء جزءا هاما منهم...
هذا ما نقلته لنا جْوَانَا غِيلْ جُو مراسلة يورونيوز في حديثها مع الصحفي آلسدير سانفورد من قلب هذا الإقليم الذي ما زال بريطانيا إلى حد الساعة رغم أنه يجد صعوبة في مقاومة إغراءات الانفصال...

آلَسْدير سانفورد صحفي يورونيوز:
خلال اليوم الأخير من الحملة الانتخابية وقبل موعد التصويت، تلتحق بنا من إدنبره جوانا غيل جو. كيف تبدو الأجواء في المدينة في الظرف الحالي؟

جوانا غيل جو:
الأجواء الآن في حالة غليان قصوى، إذ لا تفصلنا عن بدء التصويت سوى أربع وعشرين ساعة. والقائمون بالدعاية في الحملة الانتخابية يُكثِّفون جهودهم في محاولة لإقناع آخر المترددين من الناخبين. تحادثتُ هذا الصباح مع بعض الناس من الذين بدوا غير مقتنعين لا بوجهة نظر هذا الطرف ولا برأي ذاك. لهذا فمن المتوقَّع أن تحتدم المنافسة اليوم جدا جدا بين الطرفين في عاصمة اسكتلندا .

يورونيوز:
قبل أربع وعشرين ساعة، كم عدد الذين مازالوا مترددين؟

جوانا غيل:
الخبراء يقولون أن نسبة المترددين تُقدَّر بحوالي ثمانيةٍ إلى عشرة بالمائة وستكون أصواتُهم حاسمة في الاستفتاء بسبب التقارب الشديد للحظوظ. الاستطلاعات تُظهر أن واحدا وخمسين بالمائة من الناخبين يُعارِضون الانفصال عن بريطانيا مقابل تسعةٍ وأربعين بالمائة سيُصوِّتون بـ: نعم.
إذن الحظوظ ما زالت شديدةَ التقارب، والمترددون هم الذين سيُمِيلون كفةَ الميزان إلى هذا الاتجاه أو ذاك. الكثير منهم نساء. متابعة السلوك الاجتماعي للناخبين أظهرتْ أن النساء عادة ينفرن من المخاطرة. إنهن لا يرغبن في ركوب المخاطر في المجال النقدي بشأن ما ستكون عليه العُملة ولا في مجال الخدمات الصحية، وهذا ما قد يدفعُهن إلى التصويت بـ: لا. لكننا لا نستطيع في الظرف الحالي قول ذلك بشكل مطلق ونهائي.
الخبراء الذين تحادثتُ معهم يحاولون استشفاف ما ستنتهي إليه نتيجة التصويت دون التوصل إلى حُكم يقيني بهذا الشأن.

يورونيوز:
هل يوجد لدى الناس حسٌّ تاريخي بأن الأمور لن تكون قابلة للعودة إلى ما كانت عليه حتى هذا الاستفتاء وأن هذه الفرصة الانتخابية تأتي مرة في العُمر وسوف تُغيِّر إلى الأبد وجهَ هذه الأمة واسكتلندا والمملكة المتحدة على حد سواء؟

جوانا غيل:
هذا ما يقوله زعيما الطرفيْن. ديفيد كاميرون القى كلمة مؤثرة جدا قال فيها إن الانفصال سيكون طلاقا كارثيا بارتدادات سلبية جدا. قال ذلك وكادت الدموع أن تنهمر من عينيه. وفي المقابل، قال آليكس سالموند رئيس وزراء اسكتلندا إن العودة إلى الوراء لن تكون ممكنة وإن هذا الاستفتاء حول الاستقلال يُشكِّل فرصةَ الجيل. ومعروف أنه شخص قضى جزءا طويلا من عُمره ضِمن الحزب الاسكتلندي القومي وهو وزملاؤه يَنتظرون هذه الفرصة منذ زمن طويل...لذا، الحس بالتاريخ موجود وقوي. الأسكتلنديون القادمون من بقية جهات المملكة المتحدة ذاتهم على وعي كبير بالرهانات، وهذا برأيي سبب استمرار وجود عدد مُعتبَر من المترددين الذي يُفكرون حتى في عدم التصويت، لشعورهم بالمسؤولية العظيمة لما سيقررونه.

يورونيوز:
جوانا غيل في إدنبره شكرا جزيلا على التحاقك بنا.